بينما يُفترض أن تكون مقاطع تيك توك وسيلة للتسلية، ظهر مؤخرًا ترند غريب ومثير للقلق يُعرف باسم "رجل مشرد في بيتنا"، والذي تحوّل في أيام قليلة إلى كابوس حقيقي للأهالي في عدد من الدول، بعدما استغل المراهقون أدوات الذكاء الاصطناعي لصناعة صور واقعية توحي بوجود غريب داخل منازلهم.
يعتمد المقلب على توليد صورة لرجل يبدو مشردًا يرتدي ثيابًا ممزقة ويجلس داخل المنزل، مع ملامح وجه واقعية ودقة تفاصيل تجعل الصورة تكاد تكون حقيقية.
بعد ذلك يرسل الأبناء الصورة إلى والديهم مرفقة برسالة صوتية يوحون فيها بأن هذا الشخص اقتحم المنزل ويدّعي أنه يعرف أحد أفراد العائلة.
في لحظات، يتحول الموقف من "مزحة رقمية" إلى حالة ذعر حقيقية داخل البيوت، إذ صدق كثير من الأهالي المشهد، خاصة أن الصور المولّدة عبر الذكاء الاصطناعي بدت واقعية بشكل يصعب تمييزه حتى على الخبراء.
ولم يتوقف الأمر عند حدود المنازل؛ ففي إحدى المدارس الثانوية بمقاطعة آيلاند بولاية واشنطن، تم تداول صورة مشابهة لرجل مشرد داخل المدرسة، ما أثار موجة من القلق بين أولياء الأمور ودفع الشرطة إلى التدخل العاجل.
تحذيرات رسمية.. وتأثير المخاطر النفسية والاجتماعية
أصدرت شرطة المقاطعة بيانًا حذرت فيه من خطورة "مقلب الرجل المشرد"، مؤكدة أنها تتعاون مع إدارة المدرسة للتحقيق في الحادث، مشددة على أن انتشار الصور المزيفة بهذه الطريقة قد يؤدي إلى فوضى حقيقية وذعر جماعي، وربما استدعاء قوات الطوارئ دون داعٍ.
ويرى خبراء السلوك أن مثل هذه الترندات تمثل خطرًا مزدوجًا، فهي من ناحية تُظهر قوة الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالصور والعقول، ومن ناحية أخرى تكشف هشاشة الوعي لدى المراهقين الذين يتعاملون مع "الخداع الرقمي" كمزحة بريئة دون إدراك عواقبها.
طالع أيضًا