لم يكن محمد ذو التسع سنوات يعرف أنه بينما يلعب مع أقرانه، أن رصاصة طائشة سوف تنهي حياته، وتقضي على أحلامه البريئة.
وارتقى محمد مساء يوم الخميس الماضي، متأثراً بإصابته برصاص قوات الجيش الإسرائيلي في بلدة الريحية قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، مع محمد الحلاق، أحد أقارب الطفل الراحل والذي قال إنّ مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون في ساحة المدرسة عندما مرت دورية للجيش الإسرائيلي في الشارع الرئيسي المحاذي للمكان، دون وجود أي مواجهات أو أعمال احتجاج.
وتابع: "الأطفال ارتعبوا حين رأوا الجنود وانسحبوا لمكان مرتفع، لكن أحد الجنود نزل من الجيب العسكري وأطلق النار مباشرة، فأصاب الطفل محمد في خاصرته من جهة اليمين، وخرجت الرصاصة من الجهة الأخرى."
وأشار إلى أن الطفل كان يقف بهدوء بجانب منزله، ولم يكن ضمن أي مجموعة من الشبان أو المشاركين في مواجهات.
وأضاف بأسى: "بعد إطلاق النار، رفع الجندي سلاحه وبدأ يتباهى ويرقص فرحًا، وكأن قتل طفل بعمر الورد بطولة."
ونوّه إلى أن الجيش أصدر لاحقًا تقارير بأن إطلاق النار تمّ خلافًا للتعليمات، مشيرًا إلى أن قوة من الجيش عاينت الموقع صباح اليوم التالي.
وأكد أن العائلة تنوي رفع دعوى قضائية ضد الجيش الإسرائيلي عبر مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية والدولية.
واختتم حديثه قائلًا: "محمد لن يعود، لكننا نريد أن يكون استشهاده رادعًا كي لا تُزهق أرواح أطفال آخرين، لأن ما يجري جريمة ضد الطفولة والإنسانية."