كشفت وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية عن أرقام صادمة تتعلق بالأطفال الأيتام في قطاع غزة، مؤكدة أن العدوان الإسرائيلي خلّف آلاف الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما، وسط تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية والاجتماعية بالقطاع.
وقالت عزيزة الكحلوت، الناطقة باسم الوزارة، إنها اضطرت للنزوح إلى الجنوب بعد تدمير منزلها في غزة، وتقطع يوميًا نحو ساعتين للوصول إلى مقر عملها، مضيفة أن ما تشهده غزة "يفوق الوصف من حيث الدمار والمعاناة التي طالت الإنسان والحجر والشجر".
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: أن الوزارة تعمل منذ عامين على إنشاء منظومة بيانات خاصة بالأيتام لتسجيلهم ومتابعة احتياجاتهم، مشيرة إلى أن 45 ألف طفل سُجلوا حتى الآن، بينما يُتوقع أن يصل العدد الإجمالي إلى ما بين 55 و60 ألف طفل يتيم، منهم نحو 30 ألفًا فقدوا الوالدين معًا.
وأكدت أن كثيرًا من الأطفال المقيمين في الجنوب أو في مناطق النزوح لم يتمكنوا بعد من الدخول إلى المنظومة الإلكترونية للتسجيل، بسبب صعوبة الوصول أو ضعف الاتصال.
ودعت المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في مجال رعاية الأيتام إلى التنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية لتبادل البيانات وتوحيد الجهود، بهدف ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وقالت: "نحتاج إلى تفعيل برامج الكفالة والرعاية العاجلة، لأن الوضع الاقتصادي في غزة لا يسمح للأسر حتى بإعالة أطفالها، فكيف برعاية يتامى فقدوا ذويهم؟".
وأضافت أن الوزارة تفضّل رعاية الأيتام داخل أسرهم الممتدة بدلاً من إيداعهم في مؤسسات الإيواء، مشيرة إلى أن العديد من أقارب الأطفال مثل الأعمام والجدات يتحملون مسؤوليتهم، لكنهم بحاجة إلى دعم نفسي واقتصادي واجتماعي عاجل لمواصلة الرعاية.
وختمت الكحلوت حديثها بالتأكيد على أن الوزارة تطرق أبواب المانحين والمؤسسات لإعادة تفعيل الكفالات الشهرية والسنوية التي كانت قائمة قبل الحرب.