سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على التحديات التي تواجه خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، والتي تنص على نشر قوة أمنية دولية لتأمين القطاع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وأكد التقرير أن الدول المرشحة للمشاركة في هذه القوة تبدي ترددا واضحا، بسبب المخاطر الأمنية، وغموض المهمة، واحتمال النظر إليها كقوة احتلال جديدة.
نشر قوة استقرار دولية مؤقتة
وبحسب الصحيفة، فإن الخطة الأميركية ذات البنود العشرين، والتي أفضت إلى الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس وتبادل الأسرى، تتضمن بندا رئيسيا يقضي بالنشر الفوري لـ"قوة استقرار دولية مؤقتة" في غزة.
ويفترض أن تتولى هذه القوة تأمين المناطق التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية، ومنع دخول الذخائر، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، إلى جانب تدريب قوة شرطة فلسطينية محلية، غير أن تشكيل تلك القوة يواجه تعثرا كبيرا.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
غياب وضوح الرؤية حول مهام القوة
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن التقدم في المباحثات "يكاد يكون معدوما"، في ظل غياب وضوح الرؤية حول طبيعة المهام الموكلة للقوة، وما إذا كانت ستضطر إلى مواجهة مقاتلي حماس الذين ما زالوا يحتفظون بقدراتهم العسكرية.
وأكد ممثلو عدة دول أنهم لن يلتزموا بإرسال قوات قبل تحديد تفاصيل دقيقة عن طبيعة الدور المتوقع منها، وموقع انتشارها في القطاع.
قلق دولي من نشر القوات داخل المدن الرئيسية في غزة
وأشار التقرير إلى أن بعض الدول أبدت قلقها من نشر قواتها داخل المدن الرئيسية في غزة، بسبب المخاطر المرتبطة بوجود عناصر حماس وشبكات الأنفاق المنتشرة تحت الأرض.
كما تخشى هذه الدول أن يؤدي أي اشتباك مع الحركة إلى جرّها إلى صراع مفتوح في منطقة شديدة التعقيد.
الوسطاء وتسريع نشرة القوة الدولية في غزة
في المقابل، يسعى الوسطاء الذين رتبوا اتفاق الهدنة إلى تسريع نشر القوة الدولية لتثبيت الاستقرار قبل أن تعيد حماس تنظيم صفوفها وتستعيد السيطرة على المناطق التي انسحبت منها إسرائيل، لكن الغموض لا يزال يكتنف الجهة التي ستتولى الأمن في المرحلة الانتقالية، ما يثير مخاوف من فراغ أمني قد يستمر لأسابيع أو أشهر.
ويرى دبلوماسيون أن استمرار هذا الغموض قد يعرقل انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل، إذ ربطت تل أبيب تنفيذ هذه الخطوة بجهوزية القوة الدولية لتسلم المهام.
كما يظل مصير الخطة مرهوناً بمدى استعداد حركة حماس للتخلي عن سلاحها، وهو ما لا تظهر مؤشرات قوية عليه حتى الآن.
ويخلص التقرير إلى أن كثيراً من الدول العربية لا تبدو مستعدة لإرسال قوات إلى غزة ما لم يكن ذلك جزءاً من مسار سياسي واضح يقود إلى إقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية الحالية، ما يجعل تنفيذ خطة ترامب محفوفاً بالتعقيدات السياسية والأمنية.
اقرأ أيضا
أحدهما رقيب احتياط..الجيش الإسرائيلي يكشف هوية رهينتين أعيدتا من غزة