قضت المحكمة المركزية في الناصرة بالسجن الفعلي لمدة 3 سنوات وغرامة مالية على المربيتين نوال عثاملة ووفاء بصول بربور، بعد إدانتهما بإساءة معاملة أطفال والاعتداء عليهم في حضانة غير مرخصة بقرية الرينة، كانتا تديرانها على مدى خمس سنوات دون ترخيص رسمي.
وللتعليق على هذا الخبر كانت لنا مداخلة مع المحامية لونا مطر من نيابة لواء الشمال، التي قالت في حديثها لإذاعة الشمس حول القضية إن كشف الجرائم داخل الحضانة لم يكن ممكنًا لولا يقظة إحدى المساعدات التي عملت فيها، إذ قامت بتوثيق الاعتداءات بالصوت والصورة.
وأضافت:
“نتحدث عن أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و3 سنوات، لا يستطيعون التعبير عما مرّوا به. المساعدة وضعت كاميرا على جسدها وصوّرت على مدار ثلاثة أيام، وهو ما مكّن النيابة من تقديم لائحة اتهام وإثبات الجرائم أمام المحكمة”.
وأوضحت مطر أن المربيتين أدينتا بالعنف الجسدي واللفظي ضد 16 طفلًا، وشملت الأفعال “الصفع، والضرب بالأحذية، والإهانات، وتشجيع الأطفال على الاعتداء على بعضهم البعض”.
وأشارت إلى أن النيابة كانت قد طالبت بعقوبة تتراوح بين 5 و9 سنوات نظرًا لخطورة الأفعال، إلا أن المحكمة اكتفت بالحكم الحالي.
وأكدت مطر أن "النيابة تنظر بجدية بالغة إلى قضايا العنف في الحضانات، وأن العقوبات في هذا النوع من القضايا تشهد ارتفاعًا ملحوظًا مؤخرًا حتى لو كانت المتهمات أمهات".
ووجهت المحامية رسالة تحذير للأهالي، داعية إلى التأكد من أن الحضانات التي يرسلون أطفالهم إليها تحمل التراخيص الرسمية من وزارة العمل والرفاه الاجتماعي، ومتابعة ما يجري داخلها عبر الكاميرات والزيارات الدورية.
كما قالت: “الحضانة المرخصة تخضع للرقابة، وهذا يضمن بيئة آمنة للأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عمّا يمرّون به”.
وأشارت المحامية من نيابة لواء الشمال إلى أن النيابة العامة كانت قد طلبت من المحكمة المركزية في الناصرة فرض عقوبة تتراوح بين خمس وتسع سنوات على كل من المتهمتين، نظرًا لخطورة الأفعال المرتكبة ضد أطفال في أعمار مبكرة لا تتجاوز ثلاث سنوات.
وأضافت أن المحكمة اكتفت بالحكم بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات، معتبرةً ذلك من أشدّ الأحكام التي تصدر في مثل هذه القضايا. وأكدت مطر أن النيابة تنظر إلى جرائم العنف داخل الحضانات بجدية بالغة، وتعمل على تشديد العقوبات لحماية الأطفال وردع كل من تسوّل له نفسه الإساءة إليهم.
يُذكر أن المحكمة شددت في قرارها على أن الأفعال التي ارتُكبت كانت منهجية ومتكررة، وتسببت للأطفال بأضرار نفسية وجسدية عميقة سترافقهم على المدى الطويل.