قال ديمتري دلياني، الناطق بلسان التيار الإصلاحي في حركة فتح، إن الحراك الجاري في القاهرة هو جزء من حراك أوسع تشهده المنطقة.
وأشار إلى أن وجود معظم الفصائل الفلسطينية في مصر، بالتزامن مع تواجد القيادات الأمريكية في إسرائيل، يعكس حالة من الاتصالات المكثفة على مختلف المستويات لضمان منع الحكومة الإسرائيلية من التهرب من التزاماتها تجاه وقف حرب الإبادة في قطاع غزة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "مصالح أعضاء الائتلاف الحكومي في إسرائيل تتعارض بشكل مباشر مع أي تهدئة أو وقف لإراقة الدماء، ولهذا يفتعلون الأعذار والأسباب لإعادة مسلسل القتل والذبح، رغم أن الشق العسكري من الإبادة تراجع إلى حد كبير".
وشدد على أن الاجتماعات في القاهرة لا تقتصر على الملفات السياسية، بل تمتد أيضًا إلى ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، معتبرًا أن اللقاء مع المخابرات المصرية خطوة إيجابية في هذا الاتجاه، خاصة في ظل حديث المجتمع الدولي عن اليوم التالي في غزة.
بلورة رؤية وطنية فلسطينية موحدة
وأكد دلياني أن العنوان الرئيسي لهذه النقاشات هو بلورة رؤية وطنية فلسطينية موحدة لغزة في اليوم التالي، موضحًا أن "كل طرف لديه رؤيته الخاصة، لكن الوقت حان لطرح الأفكار على الطاولة والتوصل إلى توافق وطني"، نافياً أن تكون المحادثات الحالية تتعلق بتشكيل حكومة تكنوقراط أو ترتيبات فرعية أخرى.
وأشار إلى أن التيار الإصلاحي في حركة فتح يشارك بفاعلية في هذه اللقاءات إلى جانب حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، مستثنيًا فقط تيار الرئيس محمود عباس الذي لم يحضر حتى صباح اليوم، لكنه شدد على أن الدعوة دائمًا مفتوحة للرئيس للمشاركة والتعاون.
وقال دلياني إن المشكلة الحقيقية في الالتزام بالاتفاقات ليست فلسطينية، بل إسرائيلية، موضحًا أن حماس أبدت التزامها الكامل بالاتفاق رغم بعض التحفظات، بينما رفضت الحكومة الإسرائيلية الموافقة على كل مراحله، واكتفت فقط بالتصويت على المرحلة الأولى.
واختتم حديثه: "من الطبيعي أن تتكاتف القوى الفلسطينية اليوم لأن الذي يُقتل في غزة هو أطفالنا جميعًا، وليس أبناء فصيل دون آخر"، مؤكدًا أن التيار الإصلاحي في حركة فتح كان وما زال مبادرًا في تأسيس أطر تعاونية تجمع الفصائل الفلسطينية منذ ما قبل الحرب، وأنه سيبقى شريكًا فاعلًا في كل ما يتعلق بالرؤية السياسية والإنسانية للمرحلة المقبلة.