يواصل الجيش الإسرائيلي حملاته العسكرية في مدينة طولكرم ومخيميها طولكرم ونور شمس، في يومه الـ274 من العدوان المستمر، وسط أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة يعيشها الأهالي نتيجة الاقتحامات المتكررة والعمليات العسكرية الواسعة.
وقال الصحافي من طولكرم معين شديد، إن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل السيطرة على عدد من المباني السكنية في محيط مخيم نور شمس، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومقار للتحقيق الميداني، ما أجبر السكان على النزوح القسري نحو القرى المجاورة والمدارس والمساجد.
وأضاف شديد في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" أن أكثر من 1500 منزل تعرض للتدمير الكلي أو الجزئي داخل المخيمين، بينما أحرق الجيش الإسرائيلي عددًا من المنازل الأخرى.
وأشار إلى أن الأهالي يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى بيوتهم أو إخراج حاجياتهم، في ظل الانتشار العسكري الكثيف وعمليات التفتيش المتواصلة.
وأوضح أن مدينة طولكرم، التي تُعد مركزًا تجاريًا نشطًا عادةً، تعاني شللاً شبه تام في الحياة اليومية، إذ تراجعت الحركة التجارية والتعليمية بسبب الحواجز العسكرية وإغلاق الطرق، ولا سيما حاجز شرق طولكرم الذي كان يعبر منه عشرات الآلاف يوميًا.
ولفت إلى أن السلطات المحلية والغرفة التجارية حاولت مؤخرًا إنعاش الحياة الاقتصادية عبر تنظيم فعاليات ومعارض محلية استقطبت نحو 150 ألف زائر، في محاولة للتخفيف من الأثر النفسي والاقتصادي للعدوان، لكن الوضع العام ما زال صعبًا للغاية.
كما تطرق شديد إلى تراجع موسم الزيتون هذا العام بشكل غير مسبوق منذ 25 عامًا، نتيجة القيود العسكرية واعتداءات المستوطنين التي منعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في عدة قرى مثل شوفي وسفارين والنزلة الشرقية وزيتا، حيث حوّل الجيش بعض الأراضي إلى مناطق مغلقة أو مراعي للمستوطنين.
وأكد أن سكان طولكرم يعيشون اليوم بين حصار عسكري وضائقة اقتصادية ونفسية خانقة، مع غياب الأمل بانفراج قريب في ظل استمرار العمليات الإسرائيلية المتواصلة منذ أشهر.
