مددت محكمة الأحداث في مدينة بات يام، اليوم الأربعاء، اعتقال فتى قاصر يبلغ من العمر 14 عامًا من سكان وسط إسرائيل، رغم تأكيد الأطباء أنه على طيف التوحد ويعاني من إعاقة بنسبة 100%.
واعتقل الفتى قبل أسبوعين أثناء زيارته أقاربه في الضفة الغربية، بتهمة الاشتباه في ارتكابه “مخالفات أمنية”، وفق ما ذكرت مصادر إسرائيلية، بينما لا تزال هوية الفتى وطبيعة التهم الموجهة إليه خاضعة لأمر حظر نشر.
قوات الجيش تقتحم منزل
ووفق رواية عائلته، داهمت قوات من الجيش الإسرائيلي المنزل الذي كان يتواجد فيه الفتى فجرًا، وأفادت والدته بأن “عشرات الجنود اقتحموا المنزل في الساعة الرابعة والنصف صباحًا، ووجهوا بنادقهم ومصابيحهم نحو الأطفال”، مضيفة أن نجلها “أصيب بحالة هلع شديدة ولم يتمكن من الوقوف على قدميه”.
وأشارت إلى أن الجنود أحدثوا فوضى داخل المنزل وصادروا هواتف وحواسيب العائلة قبل أن يعتقلوا ابنها ويقيدوه، فيما تم احتجازها لفترة قصيرة ثم أُفرج عنها.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ويُحتجز الفتى في معتقل المسكوبية في القدس، حيث نُقل أربع مرات إلى محكمة الشبيبة في بات يام للنظر في تمديد اعتقاله.
وفي الجلسة الأخيرة، استجابت القاضية طال ليفيتس لطلب الشرطة ومددت اعتقاله لسبعة أيام إضافية، بينما رفض القاضي يارون ليفي في المحكمة المركزية في تل أبيب استئناف الدفاع. ومن المقرر أن تُعقد جلسة جديدة اليوم للنظر في استمرار اعتقاله.
وقالت المحامية سجى مشرقي–برانسي من “اللجنة العامة ضد التعذيب في إسرائيل” إنها زارت الفتى في المعتقل ووجدته في “ظروف قاسية ومهينة”، مؤكدة أنه “أُحضر مكبل اليدين، ويُعامل كأنه أسير أمني، وتعرض للضرب على يد السجانين والمعتقلين الآخرين، ويعاني من آلام جسدية ونفسية حادة، وينام دون فرشة، ويتلقى طعامًا قليلًا”.
أما محامي الدفاع، يغآل دوتان، فاتهم مصلحة السجون بإهمال حالة موكله، موضحًا أن الفتى “يواجه صعوبات كبيرة في التواصل وفهم التعليمات، وأن معاملته بهذه الطريقة تتنافى مع كل المعايير الإنسانية”.
التحقيق والنيابة يتنكران لمسؤوليتهما عن سلامة القاصر
وأضاف أن “التحقيق والنيابة يتنكران لمسؤوليتهما عن سلامة القاصر، رغم إدراكهما لوضعه الصحي الحرج”.
في المقابل، نفت مصلحة السجون الإسرائيلية الاتهامات، مؤكدة في بيان أن المعتقل “يُعامل وفق القانون، ويتلقى الرعاية اللازمة من طعام وملبس وعناية طبية”، مشيرة إلى أن “الفحوصات الطبية أثبتت أن وضعه سليم ولا توجد عليه علامات اعتداء”.
القضية أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط الحقوقية الإسرائيلية، التي طالبت بالإفراج الفوري عن الفتى وفتح تحقيق مستقل في ظروف اعتقاله، معتبرة أن استمرار احتجازه يشكل “مسًا خطيرًا بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”.
اقرأ أيضا
عضو كنيست يهاجم بن غفير يطبق خطة تهدف لإسقاط المجتمع العربي داخل إسرائيل
