أعرب رئيس بلدية عرابة، أحمد نصار، عن أسفه العميق لتكرار جرائم القتل في المجتمع العربي، وذلك في أعقاب جريمة كوكب أبو الهيجاء التي راح ضحيتها الشاب راسم نعامنة، مشيراً إلى أنّ ما يحدث "أمر يفطر القلب ويضعنا جميعاً أمام مسؤولية جماعية".
وقال نصار في تصريحات هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" إنّ "عرابة تشهد خلال أقل من ثلاثة أسابيع ثلاث حالات قتل، وهذا دليل على أنّنا في وضع خطير يحتاج إلى مواجهة حقيقية". وأضاف: "ما يجري ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة ظروف يمكن تغييرها إذا توحّدنا كمجتمع ووقفنا أمام هذه الظاهرة بكل قوّة".
وأوضح نصار أنّ البلدية تبذل جهوداً حثيثة على المستويين المحلي والقطري لوقف نزيف الدم، قائلاً: "طلبت لقاءً مع رئيس الحكومة ومع قائد المنطقة لبحث حلول عاجلة، لأنّنا أمام دوّامة خطيرة. نحن بحاجة إلى خطة شاملة تشمل التربية، والمجتمع، والشرطة، والمؤسسات الرسمية".
وتابع: "القتل لم يعد حالة فردية، بل أصبح ظاهرة تهدّد كل بيت، وكل أسرة. علينا أن نتحمّل مسؤولياتنا جميعاً، من الأهل في بيوتهم إلى القيادات المحلية، فكل واحد منّا يعرف ماذا يجري حوله، ولا يجوز أن نغضّ الطرف عمّا نراه".
وأشار نصار إلى أنّ البلدية ستنظّم مظاهرة قطرية يوم السبت المقبل احتجاجاً على تفشّي العنف، مؤكداً أنّ "عرابة لن تقبل أن تُختزل صورتها في مشاهد الجريمة، فهي مدينة للعلم والثقافة وستبقى كذلك".
وأضاف: "لا يمكن أن نواصل حياتنا وكأنّ شيئاً لم يحدث. علينا أن نقف صفّاً واحداً لحماية أولادنا ومستقبلهم، وأن نعيد للمجتمع ثقته بنفسه وبقدراته على التغيير".
واختتم رئيس البلدية حديثه قائلاً: "نترحّم على ضحايانا، ونعاهدهم بأنّنا سنواصل العمل بلا كلل لحماية بلدنا. هذه ليست مشيئة سماوية، بل نتيجة إهمال وسياسات يجب أن تتغيّر فوراً. الحياة الآمنة حقّنا، ولن نتنازل عنه".