يرى المؤرخ جوني منصور أن وعد بلفور في أساسه كان موجهًا إلى الاتحاد الصهيوني العالمي ممثلًا برئيسه البارون روتشيلد.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن هذا الاعتراف جاء في سياق سياسي أوروبي كانت تهيمن عليه أفكار القومية، مشيرًا إلى أن بريطانيا آنذاك كانت القوة العظمى الوحيدة في العالم، واستخدمت هذا النفوذ لتأسيس مشروع يخدم مصالحها الاستعمارية في الشرق الأوسط.
وتابع: "هذا التصريح مثّل لحظة مفصلية في التاريخ الحديث، إذ اعترفت بريطانيا لأول مرة باليهود كـشعب له طابع قومي، وليس كطائفة دينية فقط".
وأضاف أن الولايات المتحدة ورثت لاحقًا هذا الدور، وأصبحت الراعية الأبرز للمشروع الإسرائيلي.
نزع حق تقرير المصير
وأشار إلى أن وعد بلفور لم يتضمن أي اعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، بل تعامل مع الفلسطينيين بوصفهم "طوائف غير يهودية"، رغم أنهم شكلوا الأغلبية الساحقة من السكان في تلك الفترة، مؤكدًا أن هذا التجاهل المقصود ساهم في نزع حق تقرير المصير عن الفلسطينيين حتى اليوم.
ولفت "منصور" إلى أن السياسة البريطانية كانت قائمة على "الضبابية والمراوغة"، سواء في وعد بلفور أو في المراسلات التي جرت مع الشريف حسين، موضحًا أن تلك المرحلة أرست الأسس التي رسمت مصير المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى.
وختم بالقول إن الاعتراف البريطاني الأخير بدولة فلسطين، وإن كان شكليًا، يحمل رمزية سياسية وأخلاقية مهمة، مشددًا على أن تصحيح خطيئة وعد بلفور يتطلب خطوات عملية تضمن قيام الدولة الفلسطينية على أرض الواقع.