كشفت مصادر مطلعة أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية للسماح بخروج نحو 200 عنصر من حركة حماس، عالقين داخل أنفاق في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي جنوب قطاع غزة، في وقت تتصاعد فيه التهديدات العسكرية ضدهم.
مفاوضات عبر وسطاء لإجلاء المقاتلين
وأفادت مصادر من داخل حركة حماس أن مفاوضات تجري عبر وسطاء إقليميين ودوليين بهدف التوصل إلى صيغة تضمن إخراج المقاتلين العالقين خلف الخط الأصفر، وتحديدًا في أنفاق تقع في رفح وخان يونس، وأشارت المصادر إلى أن الحركة تسعى لتجنب مواجهة عسكرية مباشرة في تلك المناطق، خاصة بعد أن أصبحت تحت السيطرة الميدانية للقوات الإسرائيلية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
نتنياهو يتوعد بالقضاء على "الجيوب المتبقية"
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن، يوم الأحد، أن الجيش سيقضي على ما وصفه بـ"جيوب حماس" الموجودة في المناطق التي باتت تحت السيطرة الإسرائيلية، وقال في تصريحات إعلامية: "لن نسمح ببقاء أي تهديد داخل المناطق التي نسيطر عليها، وسنواصل العمليات حتى القضاء الكامل على العناصر المسلحة".
ضغوط أمريكية لتفادي التصعيد
بحسب مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن ترى أن السماح بخروج المقاتلين العالقين قد يسهم في تخفيف التوتر ومنع اندلاع مواجهات جديدة داخل المناطق المكتظة بالسكان، وتعمل الإدارة الأمريكية على إقناع الجانب الإسرائيلي بضرورة التعامل مع الملف من منطلق إنساني وأمني، لتفادي تداعيات محتملة على المدنيين في حال تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأنفاق.
تعقيدات ميدانية ومخاوف من انهيار التهدئة
ويرى مراقبون أن هذا الملف يعكس تعقيدات الوضع الميداني في جنوب غزة، حيث تتداخل الحسابات العسكرية مع الاعتبارات الإنسانية والسياسية، ويخشى كثيرون من أن يؤدي تجاهل المبادرات الجارية إلى انهيار التهدئة الهشة، وعودة التصعيد في مناطق سبق أن شهدت مواجهات عنيفة.
في ظل استمرار المفاوضات وضغوط واشنطن، يبقى مصير العناصر العالقين في الأنفاق مرهونًا بقرار إسرائيلي قد يحدد مستقبل التهدئة في غزة، وبينما تتعالى الأصوات المطالبة بتغليب الحلول الإنسانية، تواصل الأطراف المعنية حساباتها الدقيقة وسط واقع ميداني شديد التعقيد.
طالع أيضًا:
هجوم على مستشفى للأطفال في شمال دارفور يودي بحياة أربعة أشخاص ويصيب ثلاثة آخرين