شهدت مدينة القدس خلال الساعات الأخيرة موجة غير مسبوقة من حوادث العنف ضد سائقي الحافلات العامة، حيث تم تسجيل تسع اعتداءات خلال أقل من 24 ساعة.
وقال مجد مبروك، رئيس لجنة عمال شركة "سوبر بوص" في اتحاد "قوة للعمال"، إن ما يجري في المواصلات العامة "أمر غير طبيعي"، موضحًا أن "في يوم واحد سُجلت تسع حالات اعتداء على السائقين في منطقة القدس، جميعها تركزت تقريبًا في منطقة واحدة، وشملت حالات عنف جسدي وإلقاء حجارة على الحافلات، مما تسبب بإصابات متفاوتة بين السائقين".
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن الحديث لا يقتصر على تسع حالات فقط، فهناك حالتان إضافيتان لم يتم التعامل معهما بعد، ليصل العدد إلى إحدى عشرة حالة اعتداء خلال أقل من يومين.
وأشار إلى أن سبعة من بين السائقين المستهدفين هم من المجتمع العربي، والبقية من اليهود، بينهم مفتش تذاكر.
وأوضح أن معظم السائقين المعتدى عليهم هم من سكان شرقي القدس، مؤكدًا أن غالبية هذه الاعتداءات نابعة من دوافع عنصرية، قائلاً إن "نحو 70% من الحالات تحدث على خلفية عنصرية صريحة، بينما البقية ناتجة عن مشادات أو رفض تعليمات السائقين، خصوصًا من شبان تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عامًا يدخنون السجائر الإلكترونية داخل الحافلات رغم أن ذلك محظور بقرار من وزارة المواصلات".
وأشار مبروك إلى أن المعتدين في الغالب "من الوسط اليهودي"، مضيفًا أن الوضع الحالي "خطير ومتفاقم"، وأن النقابة تعمل حاليًا على فتح ملف نزاع عمل مع الشركات المعنية لمطالبتها بخطوات عملية لحماية السائقين.
وختم مبروك بالقول: "قبل أسبوعين تم التوقيع على الأمر الذي يتيح إنشاء وحدة حراسة خاصة في الحافلات، لذلك لم تعد هناك أعذار، ونتوقع تشغيلها بشكل فوري لحماية السائقين من الاعتداءات المتكررة".