إذاعة الشمس تضيء بمبادئها في زمن معتم.. تكريم جاكي خوري يعيد النقاش حول حرية الصحافة

إذاعة الشمس تضيء بمبادئها في زمن معتم.. تكريم جاكي خوري يعيد النقاش حول حرية الصحافة

في أجواءٍ يغلب عليها الفخر والامتنان، استضاف برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، المدير العام للإذاعة الأستاذ سهيل كرام، ومدير قسم الأخبار جاكي خوري، في حوار خاص مع الإعلامي زهير بهلول، احتفاءً بفوز خوري بجائزة إميل غرينتسفايغ لحقوق الإنسان التي تمنحها جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، تقديرًا لالتزامه الفكري والعملي بقضايا الإنسان وحقوقه، وللدور الذي يؤديه الإعلام المهني في أوقات التوتر والملاحقات والتقييدات.




::
::



الجائزة، التي تُمنح منذ عام 1981، ذهبت هذا العام إلى أحد أبرز الأصوات الصحفية العربية، الذي جمع بين المهنية والجرأة، والتزامه بنهجٍ يضع كرامة الإنسان فوق أي اعتبار، وهو ما رآه فريق الإذاعة تكريمًا لكل من يعمل في "الشمس" ويؤمن برسالتها الإعلامية والإنسانية.



كرّام: فوز جاكي خوري يعكس التزام الإذاعة بالخط الإنساني



في مستهل حديثه، عبّر المدير العام لإذاعة الشمس الأستاذ سهيل كرام عن اعتزازه بهذا التكريم، مؤكدًا أنه لا يخص شخصًا واحدًا، بل هو امتداد لمسيرة جماعية بدأت منذ تأسيس الإذاعة قبل نحو ربع قرن.



وقال كرّام: "جاكي خوري محط عز وافتخار، وشرف كبير لكل من يعرفه ويعمل معه. مثابرته، تركيزه على القضايا الإنسانية، ونزاهته في نقل هموم شعبه بلا انحياز، هي صفات جعلت منه حالة فريدة في المشهد الإعلامي".



وأضاف: "نعيش زمنًا صعبًا بل أحيانًا لئيمًا، لكن وجود أصوات مثل جاكي، تؤمن بالحق والعدالة، يمنحنا الأمل في أن الصحافة ما زالت قادرة على صنع الفارق".



وأكد كرّام أن الإذاعة لم تكن لتصل إلى هذا الموقع لولا التزام طاقمها بالمهنية والصدق، مشيرًا إلى أن هذا النجاح "ثمرة لبيئة تمنح الحرية، وتؤمن بأن الكلمة المسؤولة قادرة على مواجهة التشويه والتحريض".



انتصار للإعلام الحر


من جانبه، أشاد الإعلامي زهير بهلول بالدور الذي تلعبه إذاعة الشمس في المشهد الإعلامي العربي بالداخل، معتبرًا أن فوز جاكي خوري هو انتصار لفكرة الإعلام الحر التي تجسّدها الإذاعة.



وقال بهلول: "إذاعة الشمس لم تكن مجرد منصة لبث الأخبار، بل بيتًا مفتوحًا يحتضن الرأي والرأي الآخر. ومن هذا البيت خرجت أسماء رسّخت قيم التعددية والكرامة الإنسانية".



وأشار إلى أن خوري يمثّل نموذجًا نادرًا للصحفي الذي جمع بين المهنية العميقة والحضور الإنساني، مضيفًا: "عندما يفوز أحد أبناء هذا البيت بجائزة حقوق الإنسان، فهذا تكريم لكل صوت حر آمن بأن الصحافة يمكن أن تكون أداة لحماية الإنسان لا أداة لشيطنته".



جاكي خوري: العمل الصحفي أحد أشكال الدفاع عن الكرامة الإنسانية



بدوره، تحدّث جاكي خوري عن مشاعره بعد نيل الجائزة، مشيرًا إلى أن الحديث عن الذات هو "أصعب ما يمكن أن يواجه الصحفي"، لكنه اعتبر هذا التكريم محطة جديدة في مسيرته المهنية التي بدأت في إذاعة الشمس منذ تأسيسها.



وقال خوري: "وصلت إلى دار الإذاعة شابًا يطمح أن يدخل الاستوديو لأول مرة، ومنحتموني المساحة لأعبّر عن رؤيتي. منذ اللحظة الأولى شعرت أن الطريق أمامي مرسوم بالثقة، وكنت أعلم أن النجاح هنا مرهون بالصدق والاجتهاد".



وأضاف: "لم تكن المهمة سهلة، خصوصًا عندما تحولت من مراسل ميداني إلى إدارة قسم الأخبار. كانت مسؤولية كبيرة، لكن الدعم الذي تلقيته من الإدارة والزملاء منحني القوة للاستمرار".



وأكد خوري أن التجربة المهنية في إذاعة الشمس هي التي صاغت وعيه الصحفي، مشددًا على أهمية أن "تُمنح المساحة الحقيقية للصحفي كي يكون صادقًا مع نفسه، ومع جمهوره، ومع الحقيقة".



كما توجّه بشكرٍ خاص لعائلته وزوجته وأولاده الذين "تحملوا غيابه الطويل وساعات العمل الممتدة"، مؤكّدًا أن هذا التكريم "يُعيد التذكير بأن العمل الصحفي النزيه، حتى في أصعب الظروف، يبقى أحد أشكال الدفاع عن الكرامة الإنسانية".



الصحافة بين الحرية والمسؤولية



وتوقف خوري في حديثه عند التحولات التي شهدها الإعلام خلال السنوات الأخيرة، معتبرًا أن الصحافة لم تعد تقتصر على نقل الخبر، بل باتت مطالبة بتحليل وتوسيع الأفق أمام الجمهور.



وقال: "كنت دائمًا أرى أن مهمتي لا تنتهي عند بث الحدث، بل تبدأ من تفسيره وفهم أبعاده. في زمن يسهل فيه الانجرار وراء الشعبوية، من الضروري أن نحافظ على المهنية القائمة على المعرفة والمعلومة الدقيقة".



وأوضح أن إذاعة الشمس كانت نموذجًا لهذا التوازن، إذ "أتاحت لي ولغيري مساحة واسعة للنقاش الحر ضمن حدود المسؤولية المهنية، دون أي تنازل عن القيم الإنسانية التي تميّز خطابها الإعلامي".



رسالة أمل في زمن التقييد



واستكمل الأستاذ سهيل كرام الحديث بتأكيده أن هذا التكريم يأتي في مرحلة "تكثر فيها التحديات أمام الصحافة العربية"، خاصة بعد السابع من أكتوبر، وما تبعه من تضييقات وملاحقات على الصحفيين والمواطنين العرب داخل إسرائيل.



وقال كرام: "الجائزة ليست فقط تقديرًا لمجهود شخصي، بل شهادة على أن صوت الحقيقة لا يمكن إسكاتُه، وأن المهنية الصادقة هي أقوى من كل القيود".



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play