وصف الصحفي اللبناني فارس أحمد المشهد في جنوب لبنان بأنه "مسلسل طويل" من الاستهدافات الممنهجة والمدروسة، مشيراً إلى أن العمليات الإسرائيلية تجري وفق "بنك أهداف" واضح يستهدف مواطنين ومواقع مدنية وعسكرية ويهدف إلى خلق وقائع جديدة على الأرض.
في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، قال أحمد إن الاستهدافات شملت اغتيال مواطنين داخل مركباتهم وحتى أثناء سيرهم على الأقدام، موضحاً أن ذلك يأتي في إطار مسعى لتوسيع السيطرة الإسرائيلية على نقاط استراتيجية جنوبية وفرض ما يُسمى "شريط أمني عازل بمباركة دولية".
وأضاف أن إسرائيل احتلت تلالاً ومواقع جديدة خلال الفترة الأخيرة وأن هذه الوقائع قد تُقوّض سيادة الأراضي اللبنانية.
وأشار إلى أن محاولات ترميم قدرات حزب الله في بعض القرى ستكون غير منطقية إذا نُفِذت بشكل مكشوف، مؤكداً أن الحزب لن يبادر إلى إعادة بناء قدراته في أماكن مكشوفة للجيش الإسرائيلي، وأن إحاطة الساحة بقوات اليونيفيل والجيش اللبناني تجعل حسابات أي طرف معقدة.
وأوضح أن الزيارة المرتقبة لتوني بلير إلى بيروت قد تهدف لإحياء مسار تفاوضي برعاية دولية ومحاولة خلق توازن سياسي قابل للقبول محلياً ودولياً.
وحذر من أن أي محاولة لفرض حصر السلاح وإخضاعه للجيش بالقوة قد تؤدي إلى صدامات داخلية، فيما شدد على أن حزب الله يتمسك بحق "المقاومة" ويدعم خيار هدنة طويلة الأمد تليها مفاوضات حول انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المحتلة.
وختم أحمد بالتأكيد أن غياب تفاهم إقليمي ودولي واضح يجعل المشهد مرشحاً للاستمرار لفترة طويلة وأن لبنان أمام خيار معقد بين تصاعد المسار العسكري أو البحث عن تسوية تفاوضية تراعي مصالح الأطراف.