أوضحت هبة عبد الرحمن، مديرة المدرسة الابتدائية ج في البعنة، أن حادثة مطاردة الشرطة لإحدى السيارات، يوم الخميس الماضي، والتي تزامنت مع خروج الطلاب، ما تسبب في حالة فوضى وقلق كبيرين بين الأطفال وأولياء الأمور.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الحادث وقع تقريبًا عند الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، وهي ساعة الذروة التي يخرج فيها الطلاب، ويكون هناك تواجد كبير للأهالي في محيط المدرسة.
وأشارت مديرة المدرسة إلى أن الحارس المكلف بحماية الطلاب حاول تنظيم خروجهم بعيدًا عن محيط المطاردة، إلا أن عناصر الشرطة لم يتجاوبوا مع تحذيراته، بل تصرفوا بعنف تجاه الحارس وبعض أولياء الأمور الذين حاولوا حماية الأطفال.
وأضافت عبد الرحمن أن "العناصر الذين تواجدوا لم يكونوا يرتدون زي الشرطة النظامي، بل كانوا بلباس حرس الحدود"، ما زاد من حالة التوتر بين المتواجدين في ساحة المدرسة.
تهديد الأمن النفسي للطلاب
وأكدت هبة عبد الرحمن أن التدخل المباشر للشرطة أمام المدرسة "كان يهدد الأمن النفسي للطلاب"، مشيرة إلى أن الأخصائي النفسي في المدرسة ومعلموها أجروا جلسات متابعة مع الطلاب في اليوم التالي لتهدئتهم وطمأنتهم.
وأوضحت أن الحدث لم يسفر عن إصابات جسدية، لكنه خلق "ضررًا نفسيًا واضحًا للأطفال"، داعية إلى ضرورة احترام حساسية البيئة التربوية عند التعامل مع طلاب المدارس.
ورغم تأكيدها على أهمية وجود الشرطة لتوفير الأمن في المجتمع، شددت عبد الرحمن على ضرورة أن يكون تواجدها وتدخلها في محيط المدارس بطريقة تراعي سلامة الأطفال ومحيطهم، مؤكدة أن "المسؤولية التربوية تتطلب تقدير مكان وزمان الأحداث، وعدم التعامل بطريقة قد تزرع الخوف والقلق بين الطلاب".
وأضافت أن المدرسة قامت بإبلاغ وزارة التربية والتعليم والمفتش المختص بالحدث، ليتم تحويله إلى الجهات المعنية للنظر في الإجراءات المناسبة، مؤكدة أن "التعاون بين المدرسة والشرطة يجب أن يكون مبنيًا على احترام مكان المدرسة وحقوق الطلاب، وليس على القوة أو العنف".