أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إطلاق حملة تعبئة وتبرعات دولية لدعم صندوق مخصص لتأهيل مبتوري الأطراف وإعادة بناء منظومة التأهيل في قطاع غزة، وذلك في ظل الارتفاع الحاد في أعداد المصابين الذين خضعوا لعمليات بتر نتيجة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
ووفق تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية مطلع أكتوبر الماضي، سجّل قطاع غزة أعلى معدل عالمي لبتر الأطراف لدى الأطفال نسبةً لعدد السكان، إذ خضع أكثر من 5000 شخص لعمليات بتر، بينهم عدد كبير من الأطفال، في واحدة من أخطر الأزمات الصحية التي يشهدها القطاع.
مبادرة وطنية شاملة برعاية وزارة الصحة الفلسطينية
وجاء الإعلان خلال إطلاق مبادرة وطنية شاملة تقودها مؤسسة التعاون، ومؤسسة منيب وأنجلا المصري، ومعهد الصحة العالمية في الجامعة الأميركية في بيروت، برعاية وزارة الصحة الفلسطينية، بهدف إعادة بناء وتطوير خدمات التأهيل في غزة.
وتستند المبادرة إلى تقرير مشترك حديث كشف عن انهيار شبه كامل في خدمات التأهيل، مع تجاوز عدد الجرحى 170 ألف جريح حتى أيلول/سبتمبر 2025، يُقدّر أن ربعهم على الأقل يحتاجون إلى رعاية تأهيلية طويلة الأمد.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إعادة بناء منظومة تأهيل قادرة على الاستجابة
وقال وزير الصحة الفلسطيني، ماجد أبو رمضان، إن الوزارة ملتزمة بقيادة الجهود لإعادة بناء منظومة تأهيل قادرة على الاستجابة لاحتياجات الجرحى، مؤكداً ضرورة توحيد الجهود المحلية والدولية ضمن إطار وطني واضح.
وأضاف أن حق المصابين في الحصول على خدمات علاجية وتأهيلية مستدامة هو أولوية إنسانية وصحية لا تقبل التأجيل.
وبحسب التقرير، لم يتبق في غزة سوى ثمانية اختصاصيين فقط في مجال الأطراف الصناعية، يعملون بقدرات محدودة، بينما تعرض أكثر من ثلثي مراكز التأهيل للتدمير أو التوقف عن العمل قبل الحرب وخلالها، ما أدى إلى فجوة واسعة في الخدمات الأساسية.
خطة عمل وطنية
وأكدت المؤسسات الشريكة أن المبادرة تمثل خطة عمل وطنية تهدف إلى ضمان استمرارية وتكامل خدمات التأهيل، وتوفير الأطراف الصناعية للأطفال والجرحى، وتعزيز قدرات المراكز المحلية لتستعيد قدرتها على تقديم الرعاية.
ومن المقرر عقد سلسلة لقاءات فنية خلال الأشهر المقبلة لتحديد آليات التنفيذ وتوزيع المهام، إلى جانب إطلاق حملة دولية لجمع التبرعات لدعم الصندوق المخصص لإعادة تأهيل مبتوري الأطراف، بما يضمن تعافيًا صحياً مستدامًا في قطاع غزة.
اقرأ أيضا
ضابط إسرائيلي بارز: حرب غزة بدأت بلا خطط عملياتية وقيادات متهمة بالإهمال