تعمل الولايات المتحدة على إعداد خطة لإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة داخل قطاع غزة، مخصصة لاستخدام القوات الدولية التي ستُكلّف بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وضمان الاستقرار الأمني في القطاع، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ عقود، وفق ما أفادت به تقارير إسرائيلية وأميركية متطابقة.
قاعدة ضخمة بتكلفة نصف مليار دولار
بحسب تقرير مشترك لموقع "شومريم" وصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن القاعدة الجديدة ستكون قادرة على استيعاب آلاف الجنود، وتُقدّر تكلفة إنشائها بنحو 500 مليون دولار.
وقد أجرى مسؤولون أميركيون خلال الأسابيع الأخيرة جولات ميدانية داخل غزة لاختيار الموقع المناسب، بالتنسيق مع الحكومة والجيش الإسرائيلي، ما يعكس جدية التوجه نحو تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن.
تغيير في قواعد النفوذ الإقليمي
وتُعد هذه الخطوة، وفق مصادر أمنية إسرائيلية، تطورًا غير مسبوق في السياسة الأميركية تجاه المنطقة، إذ تشير إلى تصميم واشنطن على تعزيز وجودها العسكري المباشر في غزة، وتوسيع دورها في إدارة المرحلة الانتقالية بعد الحرب.
ويُتوقع أن تُحدث هذه القاعدة تحولًا في خريطة النفوذ الإقليمي، خاصة وأن إسرائيل كانت ترفض منذ عام 1967 أي وجود عسكري دولي دائم في الأراضي الفلسطينية، ما يجعل المشروع الأميركي تغييرًا جذريًا في هذا التوجه.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
دور القيادة الأميركية في توزيع المساعدات
ضمن الخطة، من المتوقع أن يتولى مركز القيادة الأميركي في كريات غات مسؤولية الإشراف الكامل على توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع، بينما سيقتصر الدور الإسرائيلي على التنسيق عبر منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، ويأتي ذلك في إطار تصعيد الدور الأميركي في إدارة الشأنين الإنساني والأمني، بما يضمن تنفيذ الاتفاقات الدولية المتعلقة بوقف إطلاق النار.
خلفية عسكرية ودلالات استراتيجية
ويُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد نشرت خلال الحرب بطارية صواريخ "ثاد" في إسرائيل لمواجهة التهديدات الإيرانية، كما أرسلت نحو 200 جندي يعملون حاليًا في مركز القيادة الأميركي، ويرى خبراء إسرائيليون أن إنشاء القاعدة الأميركية في غزة قد يقلّص من حرية الحركة العسكرية والسياسية لإسرائيل داخل القطاع، ويمنح واشنطن نفوذًا مباشرًا في إدارة الملف الفلسطيني.
خطوة أميركية تعيد رسم المشهد
ويمثل المشروع الأميركي لبناء قاعدة عسكرية في غزة خطوة استراتيجية قد تُعيد تشكيل التوازنات الإقليمية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التدخل الدولي في إدارة الأوضاع داخل القطاع.
طالع أيضًا: