أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة بثتها شبكة "فوكس نيوز" الأميركية فجر الثلاثاء، أن سورية دخلت عهدًا جديدًا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد انفتاحًا سياسيًا ودبلوماسيًا غير مسبوق، وصياغة إستراتيجية مختلفة في العلاقات الدولية، لا سيما مع الولايات المتحدة، بعد عقود من العزلة.
انفتاح سياسي بعد ستين عامًا من القطيعة
أوضح الشرع أن سورية كانت معزولة عن العالم طوال الستين عامًا الماضية، وأن حكومته الجديدة تسعى إلى بناء علاقات تعاون مع واشنطن، مشيرًا إلى أن بلاده لم تعد تُنظر إليها كتهديد أمني، بل كحليف يمكن الاستثمار فيه.
وجاءت هذه التصريحات بعد زيارة تاريخية إلى البيت الأبيض، هي الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ تأسيس الدولة السورية في أربعينيات القرن الماضي، حيث أجرى محادثات مباشرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في الوقت الحالي
فيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل، أكد الشرع أن دمشق لن تدخل في محادثات مباشرة في الوقت الراهن، موضحًا أن "الوضع السوري يختلف عن الدول التي وقعت اتفاقات أبراهام؛ لدينا حدود مباشرة معها وهي تسيطر على مرتفعات الجولان، لذلك لا مجال لمفاوضات مباشرة الآن".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأضاف أن إدارة الرئيس ترامب قد تلعب دورًا في تهيئة الظروف لمثل هذه المحادثات مستقبلًا، لكنه شدد على أن الأولوية الآن هي إعادة بناء الدولة السورية وتعزيز الاستقرار الداخلي.
ملف المفقودين وعلاقته السابقة بالقاعدة
أشار الشرع إلى أنه على تواصل مع والدة الصحافي الأميركي المفقود أوستن تايس، وتعهد ببذل كل الجهود للكشف عن مصيره ومصير باقي المفقودين في سورية، وفيما يتعلق بعلاقته السابقة بتنظيم القاعدة، قال الشرع إن هذه المرحلة أصبحت من الماضي، ولم تُناقش خلال لقائه الأخير مع ترامب، مؤكدًا أن سورية اليوم تسير في اتجاه مختلف تمامًا.
دعم أميركي وتفاؤل بالمستقبل
من جانبه، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعمه الكامل للشرع، وقال إنه يريد أن يرى "سورية تنجح بعد حرب استمرت أكثر من عقد"، مشيدًا بقدرة الرئيس السوري على "تحقيق الاستقرار" رغم ماضيه الذي وصفه بـ"المضطرب".
مرحلة انتقالية تحمل آمالًا جديدة
تمثل تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع نقطة تحول في السياسة السورية، وتفتح الباب أمام مرحلة انتقالية تحمل آمالًا في إعادة بناء الدولة وتعزيز حضورها الدولي. وقال الشرع في ختام المقابلة: "سورية اليوم ليست كما كانت، نحن نبدأ من جديد، ونريد أن نكون جزءًا من العالم، لا على هامشه."
طالع أيضًا: