كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي جاريد كوشنر توصلا إلى تسوية تقضي بترحيل نحو 200 من مقاتلي حركة حماس العالقين في أنفاق تحت المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة رفح، جنوب القطاع.
تفاصيل التسوية: ترحيل آمن مقابل التزامات
بحسب ما نقلته الصحيفة، فإن الاتفاق ينص على السماح بترحيل المقاتلين دون أن يُمسّوا بأذى، شرط أن يسلموا أسلحتهم ويتعهدوا بعدم العودة إلى العمل المسلح، وذلك بعد استعادة رفات جميع الأسرى الإسرائيليين، وتأتي هذه التسوية ضمن المرحلة الثانية من خطة أميركية أوسع تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة ترتيب الوضع الأمني في غزة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
العقبة الكبرى: لا دولة مستعدة للاستقبال
رغم التوصل إلى الاتفاق، يواجه تنفيذه عقبة رئيسية تتمثل في عدم موافقة أي دولة حتى الآن على استقبال المقاتلين المرحّلين، ووفقاً لمصادر إعلامية عبرية، فقد تم التواصل مع عدة دول بينها تركيا وقطر، لكن لم تُسجّل أي موافقة رسمية حتى اللحظة، ما يعرقل بدء تنفيذ التسوية على الأرض.
حماس ترفض الترحيل خارج الأراضي الفلسطينية
في المقابل، أفادت مصادر من داخل حركة حماس أن الحركة ترفض أي تسوية تتضمن ترحيل مقاتليها إلى خارج الأراضي الفلسطينية، معتبرة أن ذلك يمس بحقهم في البقاء داخل وطنهم، كما أكدت أن أي اتفاق يجب أن يكون جزءاً من تسوية شاملة تشمل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وإعادة إعمار القطاع.
تحليلات: خطوة سياسية محفوفة بالتحديات
يرى محللون أن الاتفاق بين نتنياهو وكوشنر يعكس رغبة مشتركة في تجاوز العقبات الميدانية التي تعرقل تنفيذ خطة السلام، لكنه يواجه تحديات قانونية وسياسية، أبرزها غياب توافق دولي على آلية الترحيل، ورفض حماس لأي تسوية لا تضمن حقوقها السياسية والأمنية.
بين التسوية والعقبات
يبقى مصير المقاتلين العالقين في أنفاق رفح معلقاً بين اتفاق سياسي لم يُنفذ بعد، وواقع ميداني معقد يصعب تجاوزه دون توافق دولي وإقليمي، وبينما تسعى واشنطن وتل أبيب إلى إنهاء هذا الملف، فإن غياب دولة مضيفة واستمرار الرفض من قبل حماس قد يطيل أمد الأزمة.
طالع أيضًا:
رون ديرمر يغادر الحكومة الإسرائيلية وسط تساؤلات عن مستقبل العلاقة مع واشنطن