شنت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، ترافقت مع اعتداءات للمستوطنين ومناورات عسكرية إسرائيلية وُصفت بالأوسع منذ أشهر، في مؤشرات متزايدة على تصعيد محتمل في الميدان.
ففي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الجيش الشقيقين أنس وأحمد خالد أبو جعفر من بلدة حلحول شمال المدينة، بعد مداهمة منزلهما وتفتيشه بشكل عنيف، فيما شهدت بلدة بيت أمر القريبة حملة مشابهة انتهت باعتقال الشقيقين أيمن وأمين محمد العلامي.
اعتداء على شاب بالضرب في السيلة الحارثية
وفي بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، اعتدى جنود الجيش الإسرائيلي على شاب بالضرب المبرح خلال عملية اقتحام، ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي السياق ذاته، أعادت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم، إغلاق حاجز بيت فوريك شرق نابلس بعد ساعات من فتحه مؤقتًا، مانعة مرور عشرات الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، في خطوة تندرج ضمن سياسة التضييق المستمرة على سكان المنطقة.
إجبار عائلتين في يعبد على إخلاء منزليهما
وفي بلدة يعبد جنوب غرب جنين، أجبرت قوات الجيش الإسرائيلي عائلتين فلسطينيتين على إخلاء منزليهما بالقوة في منطقة الملول، قبل أن تحولهما إلى ثكنتين عسكريتين، ليرتفع بذلك عدد المنازل التي استولت عليها القوات الإسرائيلية في البلدة إلى سبعة خلال أربعة أيام فقط.
بالتزامن، اقتحم مستوطنون تجمع "خلة السدرة" البدوي قرب قرية مخماس شمال شرق القدس، وحاولوا الاعتداء على السكان، غير أن شبان التجمع تصدوا لهم وأجبروهم على الانسحاب.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تهجير أكثر من 33 تجمع بدوي في الضفة الغربية
وتشير تقارير فلسطينية إلى أن سلطات الجيش الإسرائيلي هجّرت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أكثر من 33 تجمعًا بدويًا في الضفة الغربية، ما أدى إلى ترحيل نحو 2300 مواطن قسرًا.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد واضح في الاقتحامات وهجمات المستوطنين، التي ترى منظمات حقوقية أنها تهدف إلى تكريس واقع التهجير القسري وتوسيع السيطرة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية.
هجوم وشيك على مدن الضفة
في المقابل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، منها هيئة البث وصحيفة "إسرائيل هيوم"، عن مناورات عسكرية واسعة أطلقت عليها إسرائيل اسم "زئير الأسد"، شملت مناطق الضفة والغور ووادي الأردن، بمشاركة القيادة المركزية وسلاح الجو ووحدات احتياطية.
ووفقًا للتقارير، أنشأ سلاح الجو الإسرائيلي "بنك أهداف" يضم مواقع في الضفة الغربية وعلى طول الحدود الأردنية، في إطار خطة لاختبار القدرة على تنفيذ مئات الضربات خلال الساعة الأولى من أي هجوم مفاجئ.
ويرى مراقبون أن هذه المناورات ليست مجرد استعدادات تكتيكية، بل مؤشر خطير على نية إسرائيل تنفيذ عمليات واسعة في الضفة الغربية، ما ينذر بتفجر الأوضاع في أي لحظة، خاصة في ظل تزايد الاقتحامات والاعتداءات اليومية على السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم.
اقرأ أيضا
الرئيس الفلسطيني: الاعتراف بالدولة الفلسطينية نقطة تحول تاريخية ورسالة أمل لشعبنا