قال الدكتور أحمد يونس، أخصائي صحة الجمهور البيطرية ومدير قسم الطب البيطري في بلدية رهط، إن ظاهرة الكلاب الضالة باتت تمثل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة، خاصة في ظل تزايد حالات داء الكلب في البلاد، مشيرًا إلى أن الحالة التي تم تسجيلها مؤخرًا في جلجولية تُعد الحالة رقم تسعين هذا العام.
وأوضح يونس، في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" أن الجروة المصابة بداء الكلب، والتي تم العثور عليها بالقرب من منطقة المشاتل قرب جلجولية، نُقلت بتاريخ الأول من نوفمبر إلى عيادة بيطرية في طمرة، ثم إلى مكان رعاية في كريات حاييم، مضيفًا أنه تم توجيه 18 شخصًا ممّن تَعرّضوا للجروة لتلقّي العلاج الوقائي ضد المرض.
كيف ينتقل المرض؟
وأشار إلى أن المرض ينتقل عادة من الحيوانات البرية المصابة مثل الثعالب والذئاب والضباع، إلى الكلاب، ومنها إلى الإنسان، موضحًا أن العدوى لا تنتقل باللمس، بل من خلال العضّ أو الخدش، قائلاً: "لحسن الحظ، لم تُسجّل حتى الآن أي إصابات بشرية في البلاد، بسبب الرقابة الصارمة وإجراءات الطوارئ المتّبعة عند حدوث أي حالة عض".
وبيّن يونس أن كل من يتعرض لعضة كلب أو حتى خدش من حيوان، يجب أن يتوجه فورًا إلى صندوق المرضى القريب، ليُحال بعدها إلى دائرة الصحة في المدن الكبرى مثل الناصرة أو حيفا أو بئر السبع، حيث يبدأ البروتوكول العلاجي الذي يشمل خمسة تطعيمات ومضادات حيوية. وأضاف: "هذا المرض قاتل إذا لم يُعالج فورًا، ولا مجال للتأخير، لأن الفيروس يصيب الدماغ ويسبب التهابًا حادًا يؤدي إلى الشلل ثم الوفاة".
ما هي أعراض داء الكلب؟
وأوضح أن فترة الحضانة تختلف من حالة إلى أخرى، وقد تمتد من أسبوع إلى عدة أشهر، مؤكدًا أن أعراض المرض لدى الحيوان تبدأ بتغير في السلوك، وظهور حساسية شديدة للضوء والصوت، وصعوبة في البلع، ثم تخرج الرغوة من الفم، وبعدها يدخل الحيوان في حالة هياج ثم شلل.
50 ألف كلب ضال في البلاد
وأشار يونس إلى وجود نحو خمسين ألف كلب ضال في البلاد، وهي بيئة خصبة لانتشار المرض، مبينًا أن العدوى تنتقل من الحيوانات البرية التي تعبر الحدود من مناطق لا تُنفذ فيها برامج تطعيم منتظمة، خاصة من جهة الضفة الغربية والأردن.
وأضاف أن وزارة الزراعة بالتعاون مع سلطة حماية الطبيعة والخدمات البيطرية، تطبق برنامج تطعيم جوي للحيوانات البرية، حيث تُلقى من الطائرات طعوم تحتوي على اللقاح في المناطق المفتوحة.
وختم يونس حديثه بالتأكيد على أهمية الوعي المجتمعي، قائلاً: "كل يوم تقريبًا يتم تسجيل إصابة جديدة، والوقاية وحدها قادرة على الحد من انتشار هذا المرض الخطير".