عقدت مصر وتركيا أمس الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة في العاصمة التركية أنقرة، بحضور وزيرَي الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، والتركي هاكان فيدان، في خطوة وصفها محللون بأنها تعكس أهمية التنسيق بين البلدين بعد سنوات من التباعد السياسي.
من جانبه، أكد الصحافي علام صبيحات أن الاجتماع يحمل أهمية جيوسياسية كبيرة، خصوصًا فيما يتعلق بملف غزة، إلى جانب ملفات سوريا وليبيا والسودان وغيرها من الملفات الإقليمية الحساسة.
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن التنسيق بين القاهرة وأنقرة يمثل محاولة لإعادة التركيز على القضايا المشتركة وتحقيق المصالح الوطنية لكل طرف، على الرغم من وجود بعض الخلافات في ملفات محددة مثل ليبيا وسوريا.
وأشار إلى أن الاتفاق بين مصر وتركيا على ملف غزة يتضمن وقف إطلاق النار وتحويله إلى مراحل لاحقة، مع التركيز على عملية إعادة الإعمار، إلا أن بعض التفاصيل لا تزال محل تفاهم محدود، خصوصًا حول طبيعة الدور التركي على الأرض، في ظل حرص مصر على أن يكون لها الدور الأبرز في غزة تاريخيًا وسياسيًا.
ولفت صبيحات إلى أن الاجتماع تناول أيضًا التحضيرات للنسخة الثانية من مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى المزمع عقده في القاهرة عام 2026، والذي سيترأسه الرئيسان رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي، بعد النسخة الأولى التي عقدت العام الماضي في أنقرة.
وأضاف أن وزيري الخارجية ناقشا الاتفاقيات الثنائية التي باتت جاهزة للتوقيع خلال الاجتماع المقبل للرئيسين في القاهرة.
وأوضح أن الاجتماع ركز على التحضير للاتفاقيات والتنسيق حول الملفات الإقليمية، في سياق إدراك الطرفين لأهمية الدور الاستراتيجي لكل منهما في المنطقة.
كما أشار إلى أن هذا التنسيق يأتي في ظل متابعة الإدارة الأمريكية، التي ترى في تركيا شريكًا إقليميًا مقبولًا لدعم الاستقرار في المنطقة، ما يزيد من أهمية الحوار والتعاون بين القاهرة وأنقرة.