أقدم مستوطنون مساء الاثنين على إحراق ثلاثة منازل وثماني مركبات وكرفان في قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم، في اعتداء جديد خلّف أضرارًا مادية كبيرة دون تسجيل إصابات. كما شهدت بلدة سعير شمال شرق الخليل هجومًا مشابهًا تخلله إحراق منزل ومركبتين والاعتداء على عدد من السكان.
وفي مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، قال رئيس مجلس الجبعة ذياب مشاعلة، إنّ القرية "صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها ألف نسمة، ومعزولة ومحاطة بالمستوطنات، وتحديدًا مستوطنة بيت عين التي يخرج منها المعتدون". وأوضح أنّ نحو "مئة مستوطن هاجموا القرية ليلًا، وهذا العدد يؤكد أن الاعتداء كان منظمًا وليس فعلًا فرديًا".
وأضاف أنّ الهجوم وقع بينما كانت العائلات مستيقظة، وقال: "ألقوا المولوتوف على النوافذ والأبواب لمحاولة إحراق المنازل. لولا رحمة الله لكانت الكارثة كبيرة، خاصة مع وجود أطفال كانوا في داخل البيوت".
وأشار رئيس المجلس إلى أنّ الطريق المؤدية للقرية "تمر بشارع التفافي يخضع بالكامل للسيطرة الإسرائيلية، والجيش موجود هناك 24 ساعة، إضافة إلى نقطة عسكرية ثابتة على مدخل الجبعة".
وتابع: "المستوطنون قطعوا مسافة لا تقل عن أربعة كيلومترات مشيًا من مستوطنتين مجاورتين. هذا يجعلني على قناعة إما أن الجيش كان على علم ولم يمنعهم، أو أنه لا يريد التدخل".
وبيّن أن المستوطنين "كسّروا سبعة منازل وحاولوا إحراقها، وأحرقوا سبع سيارات حديثة بالكامل". وردًا على سؤال حول تعامل الجهات الأمنية، قال: "الجيش حضر بعد نصف ساعة من انتهاء الاعتداء، أخذوا تقاريرهم وغادروا. لم يتم اعتقال أي شخص حتى الآن".
وأكد أنّ الاعتداءات ليست جديدة، موضحًا: "هناك اعتداءات متكررة منذ سنوات، من قطع أشجار الزيتون إلى مضايقة الرعاة. وقبل أسبوعين فقط أحرقوا ثلاث سيارات في منطقة تبعد أقل من مئة متر عن موقع للجيش".
وختم حديثه بالتأكيد على أن الأضرار الحالية تترك العائلات في وضع صعب، قائلًا: "نحن في الشتاء الآن. المنازل التي تحطمت أبوابها ونوافذها أصبحت غير صالحة للسكن، وستتسرب الأمطار والهواء البارد إلى داخل البيوت، ما يعرض الأطفال والنساء والشيوخ للخطر".