أثار موقف رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، دافيد زيني، جدلًا واسعًا بعد أن أعلن خلال اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني، تأييده لقانون إعدام الأسرى الفلسطينيين، معتبرًا أنه يشكل "أداة رادعة للغاية"، فيما أبدى الجيش تحفظه على المشروع الذي بادر إليه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
موقف الشاباك الجديد
خلال الاجتماع، سأل الوزير دافيد أمسالم رئيس الشاباك إذا كان القانون سيعزز الردع، فأجاب زيني: "هذه أداة رادعة للغاية. لن أدخل في اعتبارات سياسية أو قانونية، لكن بالنسبة لنا هذه أداة رادعة للغاية".
وأكد أن عمليات الخطف وقعت سابقًا حتى دون وجود مثل هذا القانون، في إشارة إلى أن المخاوف من تصعيد عمليات الخطف ليست مبررًا لرفضه، ويُعد هذا الموقف تحولًا في سياسة الشاباك، إذ كان رؤساء الجهاز السابقون يعارضون مثل هذه القوانين على مدار سنوات طويلة، لكن زيني قدّم وجهة نظر جديدة أعدها الجهاز تؤيد القانون.
خلفية قانونية وسياسية
يأتي هذا النقاش في ظل تقدم مشروع القانون بالقراءتين الثانية والثالثة داخل الكنيست، وسط انقسام بين الأجهزة الأمنية، وكانت المحكمة العليا قد نظرت هذا الأسبوع في التماسات ضد تعيين زيني رئيسًا للشاباك بسبب مواقفه اليمينية المتشددة، لكنها قررت أن هذه المواقف لا تؤثر على أهليته لتولي المنصب.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تحفظ الجيش وأسباب التغيير
مصادر أمنية أوضحت أن سبب تغيير موقف الشاباك لا يرتبط فقط بتولي زيني رئاسة الجهاز، بل بما وصفته بـ"تغير الواقع الأمني"، وأشارت إلى أن معارضة عقوبة الإعدام في الماضي كانت نابعة من التخوف من قتل رهائن إسرائيليين انتقامًا لأي إعدامات، لكن مع عدم وجود رهائن أحياء لدى حماس بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، اعتبرت هذه المصادر أن المانع لم يعد قائمًا.
وفي المقابل، يبدي الجيش تحفظًا على المشروع، مستندًا إلى مواقف تاريخية عارضت مثل هذه القوانين طوال عقود.
جدل داخلي حول الردع والعواقب
يبقى مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين مثار جدل داخلي واسع بين الأجهزة الأمنية والسياسية في إسرائيل، وسط مخاوف من تداعياته على الساحة الإقليمية والدولية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر مطلع قوله: "إن النقاش حول القانون يعكس انقسامًا عميقًا داخل المؤسسة الأمنية، بين من يرى فيه أداة ردع قوية، ومن يحذر من عواقب سياسية وإنسانية قد تكون خطيرة."
وبذلك، يظل القانون في دائرة الجدل، بين مؤيديه الذين يعتبرونه وسيلة ردع، ومعارضيه الذين يرون فيه خطوة قد تفتح الباب أمام تداعيات غير محسوبة.
طالع أيضًا:
رسميًا.. نتنياهو يختار زيني لقيادة "الشاباك" خلفًا للرئيس المقال