ارتقى شخص مساء الجمعة إثر غارة إسرائيلية استهدفت سيارة عند أطراف بلدة فرون جنوبي لبنان، في ظل استمرار وتصاعد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حزب الله منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية أن الطيران المسيّر الإسرائيلي حلق بشكل مكثف وبدون صوت فوق أجواء القطاعين الغربي والأوسط جنوبًا، وصولًا إلى شمال مدينة صور ومحيطها، كما رُصد تحليق مماثل فوق منطقة تفاحتا والجوار على علو منخفض جدًا.
تصريحات الجيش الإسرائيلي
في بيان صدر الجمعة، ادعى الجيش الإسرائيلي أنه قتل 13 عنصرًا من حركة حماس في هجوم نفذه الثلاثاء الماضي على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان.
وأضاف البيان أن من بين القتلى شخصًا يدعى "جواد صيداوي"، زاعمًا أنه كان يعمل على تدريب أفراد على تنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي انطلاقًا من الأراضي اللبنانية.
حصيلة وزارة الصحة اللبنانية
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات والخروقات الإسرائيلية منذ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 وحتى 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أسفرت عن 331 حالة ارتقاء و945 إصابة متفاوتة الخطورة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأكدت الوزارة أن هذه الأرقام تعكس حجم التصعيد المستمر رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن المدنيين هم الأكثر تضررًا من هذه العمليات.
الموقف اللبناني والدعوات الدولية
الرئيس اللبناني جوزيف عون دعا الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان، وذلك خلال استقباله الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان كايزا أولونغرن في قصر بعبدا شرقي بيروت.
وقال عون إن لبنان يرحب بأي دعم يقدمه الاتحاد الأوروبي، خصوصًا بعد انسحاب قوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" من الجنوب، مشددًا على أن الحضور الأوروبي سيكون عاملًا إيجابيًا في استكمال انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني حتى الحدود الدولية.
وأضاف أن لبنان التزم بكامل بنود الاتفاق، بينما تواصل إسرائيل خرقه عبر استهداف أبنية سكنية ومنشآت رسمية، وتجاوز الخط الأزرق ببناء جدار إسمنتي على الحدود، وهو ما أكدته تقارير الأمم المتحدة.
انتهاكات موثقة
قوة "يونيفيل" أعلنت الخميس أنها سجلت أكثر من 10 آلاف انتهاك جوي وبري داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
ويأتي ذلك في وقت كثف فيه الجيش الإسرائيلي هجماته على لبنان منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد حرب شاملة في أيلول/ سبتمبر 2024 أسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفًا.
وفي بيان مقتضب، قالت وزارة الصحة اللبنانية: "إن استمرار الغارات والخروقات يهدد حياة المدنيين ويقوض أي فرصة للاستقرار، ونطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الهجمات."
وبينما تتواصل الانتهاكات اليومية، يبقى مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار معلقًا على قدرة المجتمع الدولي في إلزام إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية وإعادة الهدوء إلى الجنوب اللبناني.
طالع أيضًا:
