وصل وفد قيادي من حركة حماس إلى القاهرة، للقاء مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية لبحث تطورات التصعيد في غزة.
فيما تشهد التطورات الميدانية في قطاع غزة مزيدًا من التعقيد، رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا.
من جانبه، قال زاهر الكاشف، مدير قناة مساواة في قطاع غزة، إن وقف إطلاق النار "فرض على الفلسطينيين بالقوة، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته المعلنة وغير المعلنة".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن "أكثر من 23 ضحية سقطوا بالأمس نتيجة الغارات، إلى جانب استمرار الاغتيالات بحق قيادات ميدانية من الفصائل المقاومة، وذلك بموافقة أمريكية واضحة".
وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي هو من يقرر خفض الغارات أو وقفها، بينما يقتصر الرد الفلسطيني على بيانات استنكار.
وأوضح الكاشف أن الوفد القيادي من حركة حماس الذي وصل إلى القاهرة يعمل على الضغط على الوسطاء لوقف الخروقات الإسرائيلية التي "لم تُنفذ من الاتفاق سوى أجزاء محدودة منها".
وقال إن المساعدات التي تدخل غزة "قليلة للغاية"، بالتوازي مع استمرار إطلاق النار وتقدم القوات الإسرائيلية شرق وغرب الخط الأصفر.
وتابع: "كانت إسرائيل تسيطر على قرابة 58% من مساحة القطاع عند بدء وقف النار، واليوم تتحكم في نحو 71%، ما يعني توسيع السيطرة الميدانية تحت غطاء الاتفاق".
وحول دور الوسطاء، أكد الكاشف أن قدراتهم محدودة للغاية، موضحًا: "ماذا يمكن أن تفعل تركيا أو قطر أو حتى مصر غير المناشدة؟ أدوات الضغط الحقيقية ليست بأيديهم، بل بيد الجانب الأمريكي".
ويرى أن الموقف الأمريكي يخضع لتقلبات وصفها بـ"المزاجية"، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب تتبدل رغم استمرار إسرائيل في فرض وقائع جديدة على الأرض.
البحث عن جثث الرهائن
وحول ادعاء إسرائيل البحث عن جثث ثلاثة من الرهائن، وصف الكاشف الأمر بأنه "مسألة عبثية"، مؤكدًا أن ظروف الدفن والانهيارات وتغير ملامح المواقع تجعل العثور عليها أمرًا شبه مستحيل، وأن هذا الملف يستخدم فقط "كذريعة دائمة لاستمرار العمليات".
وعن توقعاته للمرحلة المقبلة، توقع "الكاشف" استمرار القتل والقصف والتجويع سيبقى كما هو ما لم تُسرع الأمم المتحدة والجهات الدولية في بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل دخول قوات دولية تفصل بين الطرفين.
وأضاف: "إسرائيل تحاول تحويل غزة إلى سيناريو مشابه للبنان، حيث القصف مستمر والانقسام الداخلي يتعمق، مما يفتح المجال أمامها لفعل ما تريده دون رد حقيقي".