شهدت مدينة رهط حالة استنفار اجتماعي واسع عقب حادثة القتل المأساوية التي راح ضحيتها عبدالله واشرف ابو مديغم، الأمر الذي دفع بلدية رهط لعقد جلسة طارئة شارك فيها رئيس البلدية وأعضاء المجلس وعضو الكنيست، حيث قدموا تعازيهم للعائلة وأكدوا ضرورة نبذ العنف وتحمل المسؤولية الجماعية لوقف دوامة الدم المستمرة في المجتمع.
من جانبه، قال رئيس بلدية رهط طلال القريناوي إن الأوضاع في المدينة وصلت الى مرحلة حساسة للغاية، موضحا أنه كان في جولة على المدارس رغم الإضراب.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، : "الوضع محزن جدا، شابين يُقتلان بدون ذنب نتيجة خلاف بسيط، ومنذ بداية السنة حتى اليوم لدينا عشرة قتلى من رهط ليسوا من الجريمة المنظمة بل من خلافات عائلية مؤسفة".
18 ألف قطعة سلاح
وشدد على أن انتشار السلاح هو العامل الأخطر، قائلا: "نتحدث عن ما يقارب 18 ألف قطعة سلاح في رهط، من أين جاءت؟ ولماذا توضع في البيوت؟ لا يعقل أن يكون في البيت سلاح والاب والام لا يعرفان".
وأشار القريناوي الى ان المسؤولية تبدأ من داخل كل بيت، موضحا: "كل انسان لازم ينظف بيته من السلاح، وإذا ما قدر يقنع ابنه أو قريبه يسلم السلاح، في شرطة، هذا السلاح سيقتل يوما ما".
وانتقد تقصير الشرطة، لكنه شدد على أن جزءا كبيرا من المشكلة يقع على المجتمع نفسه.
وتحدث رئيس البلدية عن حجم العنف المتزايد قائلا: "من 22 الشهر الماضي حتى اليوم كان لدينا 30 واقعة، اثنتان منها انتهتا بالقتل، و27 إصابة نتيجة إطلاق نار. هذا عدد لا يحدث في دولة أوروبية خلال عامين".
واضاف ان البلدية استنفدت كل الوسائل من إضرابات، ونداءات، وزيارات، ومنشورات، دون نتائج حقيقية.
وكشف القريناوي عن خطوة جديدة سيطلقها قريبا لمواجهة العنف، قائلا: "ناوي أطلع كل طلاب المدارس، 30 ألف طالب من 44 مدرسة، على الشوارع في ثورة ضد العنف. مجتمعنا يتطور ويبني، ولا يستحق أن يضيع مستقبله بسبب خلافات بسيطة".
وحول جهود الإصلاح بين العائلتين، أوضح القريناوي أن المساعي قائمة، لافتًا إلى أن الأمور تهدأ بالتدريج.