حذّر وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل الخطيب، اليوم الأحد، من محاولات أميركية وإسرائيلية تستهدف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، أو تهدف إلى إثارة الاضطرابات داخل إيران، وفق ما نقلته وكالة "إيسنا" المحلية.
ويُعد هذا التصريح من بين المرات النادرة التي يُشار فيها بشكل مباشر إلى أمن المرشد الأعلى، خصوصًا بعد الحرب الأخيرة التي شهدتها إيران.
المرشد الأعلى محور الاستقرار
يبلغ خامنئي 86 عامًا، وقد تولى منصبه منذ عام 1989 خلفًا لآية الله الخميني، ويُعتبر صاحب القرار الفصل في القضايا الإستراتيجية الكبرى للجمهورية الإسلامية، وقال الخطيب إن المرشد هو "الركيزة" وإن "الأعداء يسعون لاستهدافه والقيام بأعمال تهدد محور الوحدة هذا"، مشددًا على أن أي محاولة للمساس به ستنعكس مباشرة على وحدة البلاد واستقرارها.
ما هى الحرب الأخيرة؟
في 13 حزيران/ يونيو الماضي، شنّت إسرائيل هجومًا غير مسبوق على إيران، أشعل حربًا استمرت 12 يومًا، شاركت فيها الولايات المتحدة لفترة وجيزة عبر استهداف ثلاث منشآت نووية رئيسية، وخلال تلك الحرب، لم يظهر خامنئي علنًا، واكتفى بخطابات مسجّلة، فيما قلّص بشكل ملحوظ ظهوره العلني بعد وقف إطلاق النار في 24 حزيران/ يونيو.
مخاوف داخلية من اغتيال محتمل
وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، كشف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنه كان يخشى من احتمال تعرّض خامنئي لعملية اغتيال خلال الحرب، مؤكدًا أن مثل هذا الحدث كان سيؤدي إلى انقسامات داخلية واسعة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وقال في مقطع مصوّر بثّته وسائل إعلام رسمية: "لم أكن خائفًا على نفسي، كنت خائفًا أن يصاب المرشد بمكروه وأن نتنازع فيما بيننا".
تهديدات أميركية وإسرائيلية علنية
خلال الحرب، صدرت تصريحات مباشرة من مسؤولين أميركيين وإسرائيليين حول إمكانية اغتيال المرشد. فقد قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة "ABC News" إن قتل خامنئي "لن يُؤجج النزاع، بل سينهيه".
فيما صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن المرشد "هدف سهل"، مضيفًا أن واشنطن "لن تقتله، في الوقت الحالي على الأقل".
موقف رسمي إيراني
وجاء في بيان وزارة الاستخبارات الإيرانية: "إن المرشد الأعلى يمثل محور الوحدة الوطنية، وأي محاولة لاستهدافه هي محاولة لضرب استقرار الجمهورية الإسلامية. نحن نتابع هذه التهديدات بجدية، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية القيادة العليا."
وبذلك، تبقى التحذيرات الإيرانية الأخيرة مؤشرًا على حساسية المرحلة الراهنة، وسط استمرار التوترات الإقليمية وتنامي المخاوف من محاولات خارجية لزعزعة الاستقرار الداخلي.
طالع أيضًا: