شهدت جلسة الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، توترًا سياسيًا لافتًا بين الوزراء، سرعان ما خرج من إطار النقاش الاقتصادي ليتحوّل إلى هجوم مباشر على تركيا ومؤسساتها العاملة في القدس، وسط مطالبات بإغلاق مكتب وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) وطرد طاقمها.
البداية جاءت من نقاش حاد حول إصلاحات الحليب بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
تصعيد بين بن غفير وسموتريتش
ومع تبادل الاتهامات حول سياسات الاستيراد والسوق المحلية، اتهم بن غفير زميله بأن خطته "ستفتح السوق أمام الأتراك"، محذرًا من أن الاعتماد على الاستيراد الخارجي للحليب سيجعل إسرائيل عرضة للابتزاز في أوقات الحرب.
وردّ سموتريتش عليه بسخرية، معتبرًا أن بن غفير لا يفهم تفاصيل الخطة المطروحة.
ورغم محاولة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تهدئة الأجواء عبر مطالبة الوزراء بالتحدث ببطء وباختصار، انزلق النقاش إلى ساحة سياسية أوسع، حيث سعى عدد من الوزراء إلى إبراز مواقف متشددة تجاه تركيا.
دعوات لوقف نشاط تيكا في القدس
وخلال الجلسة، طالب وزير الشتات عميحاي شيكلي بوقف نشاط "تيكا" فورًا، زاعمًا أن الوكالة تمارس نشاطًا استخباراتيًا تحت غطاء إنساني وثقافي.
واعتبر استمرار عمل البعثات الدبلوماسية التركية في القدس وتل أبيب غير مقبول، مشيرًا إلى مواقف أنقرة السياسية الحادة تجاه إسرائيل.
كما انضمت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك إلى الحملة، قائلة إنها اطلعت على ما وصفته بامتيازات واسعة للقنصلية التركية في القدس، متسائلة عن أسباب عدم سحب التأشيرات الدبلوماسية وطرد طاقم القنصلية.
وادعت أن القنصلية تُشغّل عشرات الموظفين الذين يقدمون أوراق اعتمادهم للرئيس الفلسطيني وليس للرئيس الإسرائيلي.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
هل هذه لغة دبلوماسية؟
وحاول نتنياهو التخفيف من لهجة الوزراء، معلقًا بسخرية على خطاباتهم: "هل هذه لغة دبلوماسية؟ لِنقل إنها دولة ذات موقف مواجه، لكن محاولاته لم تمنع استمرار التصعيد داخل الجلسة، خصوصًا في ظل تزايد الدعوات داخل الائتلاف الحاكم للحد من أي وجود تركي سياسي أو مدني في القدس.
وبموازاة الجدل السياسي، تطرق نتنياهو للوضع الأمني، نافيًا ما يُقال عن أن الجيش بانتظار موافقات خارجية قبل تنفيذ عملياته.
وأكد أن الجيش يعمل باستقلالية تامة على جميع الجبهات، مشددًا على إحباط محاولات حزب الله إعادة بناء قوته.
اقرأ أيضا