تتجه الأنظار داخل حزب الليكود نحو حدث داخلي استثنائي ينتظر الحركة بعد غدٍ الثلاثاء، مع انعقاد المؤتمر الخامس للحزب وما يحمله من انتخابات دراماتيكية ستعيد رسم خريطة القوة داخل أكبر أحزاب اليمين في إسرائيل، وذلك في ظل اقتراب سنة انتخابية مصيرية.
فبعد انقطاع دام نحو 14 عامًا منذ المؤتمر الأخير الذي عُقد في كانون الثاني/ يناير 2012، يستعد الحزب لواحدة من أهم معاركه التنظيمية التي ستفرز قيادة جديدة لمركز الحزب وللأمانة العامة وللبؤر الأساسية لصنع القرار داخله.
ساحة مواجهة مباشرة بين قيادات الليكود
ووفق تقرير نشره موقع "واينت" العبري، فإن المؤتمر يشكل ساحة مواجهة مباشرة بين قيادات الليكود من مختلف الأجيال، حيث يسعى وزراء ونواب شباب إلى إزاحة المخضرمين وتعزيز نفوذهم داخل الجسم الأكثر تأثيرًا على سياسات الحزب وعلى مستقبل أعضائه.

الناطق بلسان الكنيست
ويصف التقرير الانتخابات بأنها حدث متشعب ومعقد يتقنه ناشطو الليكود جيدًا، وتتمحور أهميته حول تأثير نتائجها المباشر على موقع أعضاء الكنيست والوزراء في المرحلة المقبلة، إضافة إلى كونها معركة تحكمها حسابات شخصية ودوافع ذاتية بقدر كبير.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
مركز الحزب… القلب النابض لاتخاذ القرار
يعمل الليكود وفق نظام تنظيمي يعتمد على فروع موزعة في أنحاء البلاد، ويُنتخب عبرها أعضاء مركز الحزب ومجالس الفروع.
ويُنظر إلى "مركز الحزب" على أنه الجسم الأكثر نفوذًا، إذ يمتلك تأثيرًا يوميًا على مواقف وتصويتات أعضاء الكنيست والوزراء، الذين يحرصون على بناء علاقة وثيقة مع أعضائه، من حضور المناسبات الشخصية إلى التواصل المستمر بهدف ضمان دعمهم في الانتخابات التمهيدية.
ولا يقتصر نفوذ مركز الحزب على علاقاته غير الرسمية، فهو الجهة التي تملك صلاحية المصادقة على خطوات داخلية وسياسية مفصلية، مثل الاندماج مع أحزاب أخرى، تعديل دستور الليكود، تشكيل اللجان الداخلية، وتحديد تركيبة الأمانة العامة.
الأمانة العامة مركز القوة التنفيذي
إلى جانب مركز الحزب، تعمل الأمانة العامة باعتبارها هيئة أصغر لكنها أكثر مباشرة في اتخاذ القرارات التنظيمية. وهي مسؤولة عن المصادقة على التعيينات الأساسية داخل الحزب، إضافة إلى تمرير طلبات التحصين في قائمة الليكود الانتخابية، والمصادقة على ميزانيات الحزب وآليات عمله خلال الانتخابات.
عودة عشرات الآلاف من المنتسبين
ويشير التقرير إلى أن هذه الانتخابات تأخذ طابعًا فريدًا بسبب الفجوة الكبيرة بين مؤتمر وآخر، ما يدفع أعضاء الكنيست إلى القتال من أجل ترسيخ نفوذ طويل الأمد داخل مركز الحزب.
ومعادلة احتساب عدد ممثلي كل فرع تعتمد على عدد الأصوات التي حصل عليها الليكود في الانتخابات الأخيرة وعدد المنتسبين النشطين فيه.
أحد أبرز التطورات الدراماتيكية قبيل المؤتمر هو نجاح المرشحين في إعادة نحو 35 إلى 40 ألف منتسب كانت عضويتهم مجمدة لأسباب مالية أو تنظيمية، ما يُدخلهم مجددًا في دائرة التأثير والتصويت.
وهذا الرقم، بحسب التقرير، يفوق في بعض الأحيان العدد الكلي لأعضاء أي حزب آخر في إسرائيل، ما يعكس حجم المعركة الداخلية وتعقيدها.
ومع اقتراب موعد المؤتمر، يسود التوتر داخل الليكود، بينما تستعد الحركة لانتخابات داخلية ستحدد وجه الحزب وميزان القوى داخله في المرحلة الحساسة المقبلة.
اقرأ أيضا
إقالة قائد المنطقة الجنوبية السابق من الاحتياط بسبب إخفاقات 7 أكتوبر