أفادت هيئة البث الإسرائيلية مساء الأحد أن رئيس الأركان، إيال زامير، قرر إقالة قائد المنطقة الجنوبية السابق من صفوف الاحتياط، وذلك على خلفية ما وُصف بإخفاقات في التعامل مع أحداث السابع من أكتوبر، والتي شكّلت نقطة تحول كبيرة في المشهد الأمني والعسكري داخل إسرائيل.
خلفية القرار
بحسب ما نقلته وسائل الإعلام العبرية، فإن رئيس الأركان اتخذ قراره بعد مراجعة شاملة للتقارير الميدانية والتحقيقات الداخلية التي تناولت أداء القيادات العسكرية خلال تلك الأحداث.
وأشارت المصادر إلى أن قائد المنطقة الجنوبية السابق كان ضمن مجموعة من الضباط الذين وُجهت لهم انتقادات حادة تتعلق بغياب الجاهزية الكافية، وضعف التنسيق بين الوحدات العسكرية في مواجهة الهجوم المفاجئ.
تداعيات الإقالة
قرار الإقالة أثار جدلاً واسعاً في الأوساط العسكرية والسياسية، حيث اعتبره مراقبون خطوة تهدف إلى إعادة بناء الثقة داخل المؤسسة العسكرية، وإرسال رسالة واضحة بأن المسؤولية تقع على عاتق القيادات العليا في حال وقوع إخفاقات.
كما يُتوقع أن يفتح القرار الباب أمام تغييرات أوسع في هيكل القيادة، خصوصاً في المناطق الحساسة التي شهدت أحداثاً دامية خلال أكتوبر الماضي.
ردود الفعل
مصادر إعلامية إسرائيلية ذكرت أن بعض القيادات العسكرية عبّرت عن قلقها من أن تؤدي هذه الإقالات المتتالية إلى إضعاف الروح المعنوية داخل الجيش، فيما يرى آخرون أنها ضرورية لإعادة الانضباط وترسيخ مبدأ المحاسبة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ومن جانبها، أشارت تقارير صحفية إلى أن المؤسسة العسكرية تسعى إلى إعادة تقييم منظومة الدفاع في الجنوب، بما يشمل تعزيز القدرات الاستخبارية وتطوير آليات الاستجابة السريعة لأي هجمات محتملة.
السياق العام
تأتي هذه الإقالة في إطار سلسلة من القرارات التي اتخذتها القيادة العسكرية منذ أكتوبر، والتي شملت تغييرات في مواقع حساسة وإعادة توزيع المهام بين الضباط الكبار.
ويؤكد محللون أن هذه الإجراءات تعكس حجم الصدمة التي أحدثتها أحداث السابع من أكتوبر، وما ترتب عليها من تداعيات سياسية وأمنية لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم.
وفي ختام تقريرها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر عسكري قوله: "القيادة لا يمكن أن تتجاهل الإخفاقات، ومن واجبنا أن نعيد بناء الثقة عبر محاسبة المسؤولين وإعادة هيكلة المنظومة بما يضمن عدم تكرار ما حدث."
وبهذا، تظل إقالة قائد المنطقة الجنوبية السابق من الاحتياط علامة فارقة في مسار إعادة ترتيب البيت الداخلي للمؤسسة العسكرية، وسط تساؤلات حول مدى قدرة هذه الإجراءات على معالجة الثغرات التي كشفتها أحداث أكتوبر.
طالع أيضًا:
زامير يفتح ملفات السابع من أكتوبر.. مساءلات شخصية قد تُحدث هزة داخل الجيش