أكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في تصريحات رسمية اليوم الأحد، أن السودان ليس "داعياً للحرب" ولا يرفض خيار السلام، لكنه شدد على أن أحداً لا يستطيع تهديد البلاد أو فرض شروط عليها، في إشارة إلى المواقف المتباينة بشأن مستقبل العملية السياسية وملف الميليشيات المسلحة.
موقف من الحرب والسلام
قال البرهان إن القيادة السودانية منفتحة على أي مبادرات تدعو إلى وقف إطلاق النار، لكنه أوضح أن ذلك مشروط بانسحاب الميليشيات من جميع المناطق التي دخلتها بعد اتفاق جدة، مؤكداً أن السودان لا يرفض السلام لكنه يرفض أن يُملى عليه ما يتعارض مع سيادته الوطنية.
قضية الميليشيات وتسليم السلاح
البرهان شدد على ضرورة تجميع الميليشيات وتسليم أسلحتها بضمانات واضحة، معتبراً أن هذا الإجراء يمثل أساساً لأي عملية سياسية أو أمنية ناجحة. وأشار إلى أن استمرار انتشار السلاح خارج إطار الدولة يهدد الاستقرار ويعرقل جهود بناء مؤسسات وطنية قوية.
رفض ورقة مسعد بولس
وفي سياق متصل، أعلن البرهان رفضه القاطع لما يُعرف بـ"ورقة مسعد بولس"، موضحاً أنها تتضمن بنوداً تلغي وجود القوات المسلحة السودانية وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية، وهو ما وصفه بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، وأضاف أن السودان يتمسك بخارطة الطريق التي قدمتها حكومته، باعتبارها الإطار الأمثل لمعالجة الأزمة الراهنة وضمان وحدة البلاد.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
دعوة لاعتماد خارطة الطريق السودانية
البرهان دعا الأطراف الإقليمية والدولية إلى تبني خارطة الطريق السودانية، مؤكداً أنها تعكس رؤية وطنية خالصة وتضع مصلحة الشعب في المقدمة. كما شدد على أن أي حلول خارج هذا الإطار لن تجد قبولاً لدى القيادة السودانية أو مؤسساتها العسكرية والأمنية.
وفي ختام تصريحاته، قال البرهان: "لسنا دعاة حرب ولا نرفض السلام، لكننا لن نقبل أن يُفرض علينا ما يلغي وجود مؤسساتنا الوطنية أو يهدد سيادة السودان."
وبهذا الموقف، يضع السودان خطوطاً واضحة في مسار التفاوض، بين الانفتاح على السلام المشروط، والتمسك بخارطة الطريق الوطنية، وسط ترقب داخلي وخارجي لما ستؤول إليه المرحلة المقبلة.
طالع أيضًا: