يواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث تشهد عدة مناطق في القطاع تصعيدًا عسكريًا متواصلًا منذ أسابيع.
وفي اليوم الـ52 من بدء الاتفاق، أعلن الجيش أنه قتل "أكثر من 40 مسلحًا" خلال غارات وتفجيرات استهدفت أنفاقًا في منطقة رفح جنوب القطاع خلال الأيام الأخيرة، ما يعكس استمرار العمليات الميدانية واتساع رقعة التوتر.
غارات ونسف في مناطق متعددة
شهدت المناطق الشرقية من خانيونس صباح الإثنين قصفًا مدفعيًا مكثفًا، بالتزامن مع إطلاق نار من المروحيات التي حلقت على ارتفاع منخفض، فيما أغار الطيران الإسرائيلي على أحياء الشجاعية والتفاح شرقي غزة، كما نفذ الجيش صباح الثلاثاء عمليات نسف داخل الخط الأصفر في حي التفاح، ضمن تحركاته الميدانية المتواصلة.
وفي رفح، أطلقت الزوارق الحربية ثلاث قذائف باتجاه الشاطئ، بينما جددت المروحيات إطلاق النار المكثف على المدينة. كما فجرت القوات روبوتًا مفخخًا في محيط مفترق الشجاعية شرق غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي شمال مخيم البريج وسط القطاع.
الأوضاع الإنسانية تحت الضغط
الأمم المتحدة أكدت أن الوضع الإنساني في غزة ما يزال بالغ السوء رغم استمرار جهود الإغاثة، وأوضح المتحدث باسم الأمين العام أن منسق الشؤون الإنسانية شدّد على ضرورة إيصال المساعدات دون قيود، مشيرًا إلى أن النقص الحاد في المواد الأساسية والدمار الواسع للبنية التحتية يعرقل بشكل كبير توسيع نطاق الخدمات الطبية والرعاية الصحية داخل القطاع.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
استهداف المنازل وإخلاءات قسرية
في حي التفاح، أطلقت طائرات مسيّرة من نوع "كواد كابتر" قنابل على منازل المواطنين، فيما أفادت مصادر محلية بأن الجيش نفذ عمليات نسف طالت مبانٍ سكنية شرق مدينة غزة، كما أجبرت القوات سكان منازل قرب دوّار زواتا غرب نابلس على الإخلاء تمهيدًا لهدم منزل عائلة صنوبر، وسط انتشار عسكري كثيف.
والدفاع المدني في غزة أعلن أنه تمكن من إخلاء طفل وسيدة من منطقة التفاح، إضافة إلى إجلاء عشرات العائلات المحاصرة وسط نيران الدبابات والطائرات المسيّرة، مؤكّدًا أن عدد الإصابات ارتفع إلى خمس، بينهم سيدتان وطفلان.
في ظل استمرار التصعيد العسكري، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث تتعرض البنية التحتية والمناطق السكنية لضربات متواصلة. وفي بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، جاء: "إن حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود أمر ضروري وملح، وعلى جميع الأطراف الالتزام بالقانون الدولي الإنساني لتجنب المزيد من الكارثة الإنسانية."
وبهذا، يبقى وقف إطلاق النار هشًا أمام التصعيد الميداني، فيما يواجه سكان غزة تحديات يومية في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية.
طالع أيضًا: