شارك نحو 50% من أهالي يافا في انتخابات الهيئة الإسلامية الأخيرة، وهو معدل تاريخي يُبرز اهتمام المجتمع المحلي بالمبادرات الجماهيرية للحفاظ على الأوقاف والمقدسات الإسلامية.
وأوضح عبد أبو شحادة، عضو الهيئة، أن الانتخابات جرت بهدوء تام على مدار اليوم في النادي الإسلامي، وشهدت منافسة على مستوى عالٍ بين المرشحين.
وأضاف في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن الهدف من الانتخابات لا يقتصر على التعيين أو انتخاب أعضاء الهيئة فحسب، بل يسعى لتحقيق رؤى طويلة الأمد تهدف إلى حماية الأوقاف وتعزيز المشاركة الشعبية، مشيرًا إلى الإنجازات السابقة للهيئة على مدار أربعين عامًا، بما في ذلك تحرير مساجد عدة بعد نضال جماهيري طويل.
وأشار شحادة إلى أهمية الحفاظ على الهوية العربية في يافا وتعزيز الروابط بين السكان والجماهير العربية والزوار، مؤكدًا أن الهيئة تعمل بالتوازي مع مؤسسات أخرى ومع البلدية في مجالات مشتركة، وتدعّم المشاركة الشعبية المستقلة.
وأوضح أن انتخابات الهيئة هذا العام شهدت انخراط وجوه شابة جديدة، مثل مجد أبراس، ما يعكس انفتاح الهيئة على الدماء الجديدة واستعدادها لمواصلة دورها التاريخي في حماية المقدسات والمجتمع المحلي.
كما شدد على أن العلاقة مع بلدية تل أبيب وقيادتها، بما فيها رئيس البلدية خلدائي، قائمة على التعاون الانتقائي مع احترام الفروقات في الأولويات والمصالح، لضمان استمرار الدور الجماهيري المستقل والفعال للهيئة.
وأكد عبد أبو شحادة أن الهيئة لا تنظر إلى نفسها كبديل للبلدية أو أي مؤسسة رسمية، لكنها تسعى لتكون حاضنة للقضايا العربية في يافا وتعزيز الحراك الشعبي المستقل.
وأوضح أن الهيئة تركز على الملفات المحورية مثل الحفاظ على المقدسات الإسلامية، دعم التعليم، ومتابعة شؤون المجتمع المحلي، مشيرًا إلى أن التعاون مع مؤسسات مختلفة قائم على تقييم كل قضية بحسب أهميتها ومصالح السكان.
وشدد على أن الهيئة تسعى لتكون نموذجًا يُحتذى به في المدن المختلطة، بما يضمن استمرار الهوية العربية وإشراك الشباب والأجيال الجديدة في العمل المجتمعي والمسؤوليات الجماهيرية.