قال علي الأمين، الصحافي والمحلل اللبناني، إن اللقاء الذي جمع ممثلين إسرائيليين ولبنانيين أمس في الناقورة يمثل تحولاً مفاجئًا في الموقف اللبناني الرسمي.
وأضاف الأمين في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن تعيين السفير اللبناني السابق سيمونك رئيسًا للوفد اللبناني يشير إلى استجابة للمطالب الأمريكية والإسرائيلية بوجود شخصية مدنية تقود المفاوضات، وهو ما وصفه بأنه "انقلاب داخل الموقف الرسمي نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية، لا سيما في ظل الحديث عن تصعيد إسرائيلي محتمل وتجدد الحرب".
تفادي الاجتياح العسكري
وأوضح الأمين أن الحكومة اللبنانية تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إرسال رسالة بأن البلاد مستمرة في تقديم أوراقها التفاوضية وجاهزة للقاءات، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو تفادي أي اجتياح عسكري محتمل من إسرائيل.
ويرى أن المفاوضات تركز على ملفات اقتصادية مدنية، لكنها لا تغفل الجانب العسكري، مع بقاء مسألة السلاح أحد أبرز القضايا الشائكة بين الطرفين، إذ لم يتم التوصل إلى حلول ترضي المطالب الأمريكية.
وأشار الأمين إلى أن إسرائيل تسعى للضغط على لبنان لتأجيل أي خطوات قد تقوي موقفه التفاوضي، رغم أن تقييمها يشير إلى أن قدرات حزب الله العسكرية قد تضررت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، مع عدم وجود إمكانيات حقيقية للترميم السريع نتيجة استمرار المراقبة الإسرائيلية وغياب الدعم الخارجي.
الموقف الشعبي في لبنان
وعن ردود الفعل الداخلية، لفت الأمين إلى أن الخطوة اللبنانية لم تلاقِ اعتراضًا شعبيًا واسعًا، وأن حزب الله لم يعلن موقفه رسميًا بعد، فيما يبدو أن هناك تفاهمًا ضمنيًا بينه وبين السلطات الرسمية لتفادي أي تصعيد.
وأضاف أن رئيس الحكومة أكد ضرورة وقوف الجميع خلف وفد التفاوض، محذرًا من أي مزايدات قد تعرقل العملية، في إشارة إلى التزام لبنان الرسمي بتجنب التصعيد العسكري والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.