تشهد محادثات وقف إطلاق النار في غزة تعقيدات متصاعدة مع استمرار الخلافات حول المرحلة الثانية من الخطة الامريكية، خصوصا في ظل تمسك كل طرف بمطالبه المتعلقة بترتيبات الانسحاب وقضية السلاح.
وقال المحلل السياسي والمختص بالشأن الاسرائيلي محمد ضراغمة، إن المرحلة الثانية من الخطة تتضمن القضايا الأكثر حساسية، وعلى رأسها ملف سلاح حماس، لافتا إلى أن الحركة ترفض بشكل قاطع فكرة التجريد، وتقبل فقط مصطلحات مثل تنظيم السلاح أو تخزينه.
وأضاف في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن حماس تعتبر أنه لا يمكنها تسليم سلاحها في ظل غياب الضمانات وعدم التزام اسرائيل ببنود المرحلة الاولى، مشيرا إلى أن اسرائيل قتلت عشرات الفلسطينيين وقلصت دخول المساعدات ولم تفتح معبر رفح، الأمر الذي يعمق انعدام الثقة ويجعل تقديم تنازلات كبيرة مستحيلا من وجهة نظر الحركة.
وتابع: "حماس تتمسك بالسيطرة على جزء من غزة باعتباره ضمانة لعدم فقدان نفوذها كاملا، في حين تعتمد اسرائيل على سيطرتها على المناطق الشرقية بما يسمح لها باقامة مناطق عازلة أو ترتيبات امنية منفردة".
تطبيق الخطة من جانب واحد
وتحدث عن إمكانية قيام الولايات المتحدة تطبيق الخطة من جانب واحد، عبر إقامة منطقة تجريبية في رفح واستدعاء قوات دولية، وقال إن هذه الطروحات تواجه عقبات كبيرة، خصوصا في ظل عدم استعداد أي جهة لتحمل كلفة إعادة الإعمار التي قد تتجاوز تسعين مليار دولار.
ورجح ضراغمة أن يكون السيناريو الأقرب هو تداخل جزء من المرحلة الأولى مع جزء من المرحلة الثانية لفترة طويلة، مع نشوء ديناميكيات جديدة قد تعيد تشكيل الواقع على الأرض دون حل جذري.
واعتبر أن التصريحات الامريكية حول قرب تنفيذ الخطة لا يمكن البناء عليها، لأن التطبيق الفعلي سيكون محصورا في المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل فقط، بينما ستبقى بقية مناطق غزة على حالها، الأمر الذي يعني استمرار المعاناة الإنسانية وغياب أي أفق لإعادة الإعمار الشامل.
دور السلطة الفلسطينية
وبخصوص دور السلطة الفلسطينية، قال ضراغمة إن السلطة تخضع لسلسلة طويلة من الشروط والتغييرات المطلوبة، لكنها رغم ذلك ليست جزءا أساسيا من أية ترتيبات نهائية حتى الآن.
ولفت إلى أن التحركات التي يقوم بها توني بلير تثير تساؤلات حول طبيعة دوره، خاصة انه يتحرك بدعم من شخصيات مقربة من الإدارة الأمريكية، بينما لا تزال المواقف الإسرائيلية تشكل العائق الأكبر أمام منح السلطة أي دور مركزي في المرحلة المقبلة.