شهدت إحدى مدارس طمرة خلال الأيام الأخيرة، سلسلة من الأحداث المؤلمة التي كشفت حجم الضغوط والتوتر داخل جهاز التعليم، بدءا بالحادثة المفجعة التي تمثلت بوفاة المربية ختام جادي، وصولا إلى الاعتداء الجسدي على أحد المعلمين، وذلك في يوم المعلم، الذي كان من المفترض أن يكون مناسبة للتقدير والاحترام.
وحول هذا الخبر كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مع أيمن مريح، رئيس لجنة أولياء الأمور، والذي قال إن وفاة المربية جادي شكلت صدمة كبيرة للمعلمين والمعلمات، وخلقت حالة نفسية صعبة لم تسمح لهم بالوقوف أمام الطلاب أو الاستمرار في الدوام.
وأوضح أن اللجنة توجهت مباشرة إلى الأهالي وطلبت منهم الحضور للمدرسة لأخذ أبنائهم احتراما لمشاعر المعلمين في ذلك اليوم العصيب. وانتقد مريح تصرف احد المفتشين الذي وقف امام منصة المدرسة وطلب من المعلمين العودة إلى الصفوف واستكمال الدوام "وكأن شيئا لم يحدث"، على حد وصفه.
وأشار إلى ان هذه الحادثة كانت بداية تراكمات خطيرة داخل الجهاز التعليمي، من بينها فيديوهات ساخرة ومهينة بحق المعلمين نُشرت على شبكات التواصل، إضافة إلى حادثة اعتلاء احد الصحفيين منصة المدرسة ونشر فيديو يسخر فيه من الطاقم التدريسي.
وتابع أن اللجنة المدرسية نظمت أمس يوما لتكريم المعلمين وتوزيع هدايا رمزية، لكن بدل ان يتحول اليوم إلى مناسبة تقدير، تعرض أحد المعلمين لاعتداء من احد الطلاب، ما استدعى نقله بسيارة الاسعاف إلى المستشفى.
وأوضح مريح أن الطالب الذي اعتدى على المعلم ينتمي إلى عائلة معروفة ومحترمة في البلدة، مؤكدا أن العائلة اعتذرت وأن المعلم سامح الطالب وأهله، لكن ذلك لا يلغي خطورة ما حدث. وقال: "اعتداء جسدي على معلم داخل المدرسة امر لا يمكن القبول به، خاصة انه ادى إلى إصابات وصدمة كبيرة للطاقم التدريسي".
وأكد ان ما يجري ليس حدثا عابرا بل نتيجة مباشرة لعدم متابعة الاهالي وتراجع دورهم التربوي. وقال: "اليوم لا نرى الاهل في المدرسة إلا في حالات قليلة. في السابق كان الاهل يزورون المدرسة باستمرار، اما اليوم فالغالبية غائبة تماما". واضاف ان لجان الاولياء تبذل جهودا كبيرة لدعوة الاهالي للمشاركة، لكن الاستجابة ما زالت ضعيفة.
وختم مريح بالقول ان التداعيات النفسية على المعلمين هي الأخطر، مشيرا إلى ان الطاقم شعر بالخجل خلال يوم التكريم بسبب ما حدث، وطلبت اللجنة عدم نشر أي صور احتراما لكرامة المعلمين في هذه الظروف الصعبة.