أكد الصحافي علّام صبيحات، من أنقرة، أن تركيا تسعى للعب دور محوري في المرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مستندة على التنسيق مع الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل بشأن مستقبل القطاع.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن أنقرة وضعت محددات واضحة لموقفها، تركز بالأساس على تأسيس إدارة مدنية وتدريب قوات شرطية مدنية بعيدة عن حركة حماس، بعيدًا عن التركيز على نزع السلاح كأولوية قصوى.
وأشار صبيحات إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق، رغم توقع انطلاقها، لم تُعلن بعد، بسبب التعقيدات والمشاكل الإدارية والسياسية.
وتابع: "تركيا تصر على المشاركة بقوة الاستقرار الدولية، لكنها تواجه خلافات غير معلنة مع الجانب الإسرائيلي بشأن مهمتها، إذ ترى أن دور هذه القوات يجب أن يقتصر على الفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في المناطق الحدودية، بينما يركز الجانب الآخر على نزع سلاح حماس".
وعن العلاقات الإقليمية، أشار صبيحات إلى أن هناك شكوكًا حول مدى دعم دول الجوار مثل مصر، معتبرة أن الكلمة العليا في قطاع غزة فيما يتعلق بالأمن يجب أن تكون لمصر، مما قد يحد من النفوذ التركي في بعض الجوانب.
ورغم ذلك، أشار إلى أن تركيا تعتمد على محورين لتعزيز تأثيرها: القدرة على التأثير على حركة حماس مباشرة، والعلاقة الشخصية القوية بين الرئيس التركي رجب أردوغان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تعطي أنقرة هامش تحرك أوسع في المنطقة.
وأكد صبيحات أن الدور التركي يتم بالتنسيق الكامل مع الجانب الأمريكي، ويشمل تعزيز العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، ضمن استراتيجية لإدارة الملفات الفلسطينية دون مواجهة مباشرة مع التنظيمات المصنفة إرهابية من قبل واشنطن. وأوضح أن هذا التوسع التركي في غزة، رغم إثارة الانزعاج لدى بعض الأطراف الإقليمية، يُنظر إليه كخطوة استراتيجية للضغط على إسرائيل وتحقيق الاستقرار الجزئي في القطاع.