دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الثاني والستين، لكن الأوضاع الإنسانية ما زالت تتدهور بشكل ملحوظ، خاصة بعد المنخفض الجوي الأخير الذي ضرب القطاع وأدى إلى غرق عشرات الخيام التي تؤوي النازحين، ومع استمرار الظروف القاسية، تتزايد المخاوف من تفشي الأمراض وتفاقم الأزمة المعيشية.
نداءات استغاثة من النازحين
أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن فرق الإنقاذ تلقت أكثر من ألف مناشدة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم، مشيراً إلى أن الطواقم تعمل في ظروف صعبة لإخلاء المتضررين ونقلهم إلى أماكن أكثر أماناً.
تحذيرات أممية من تفاقم الوضع الصحي
وكالة الأونروا حذرت من أن الأمطار والبرد القارس يزيدان هشاشة الوضع المعيشي ويضاعفان خطورة انتشار الأمراض، خاصة في ظل الاكتظاظ وانعدام النظافة وغياب المأوى الملائم، وأوضحت أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للمخاطر الصحية في هذه الظروف.
استمرار الانتهاكات رغم الهدنة
ومن جانبه، أشار مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يلتزم ببنود وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 386 شخصاً خلال الفترة الماضية، مع استمرار الغارات والقصف المدفعي بشكل يومي.
تطورات دولية ومواقف متباينة
على الصعيد الدولي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أسماء قادة العالم المشاركين في "مجلس السلام لغزة" ستُعلن مطلع العام المقبل، مؤكداً أن المجلس سيشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. كما أوضح مندوب واشنطن لدى الأمم المتحدة أن المجلس سيعمل على تجريد حركة حماس من سلاحها.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وفي المقابل، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول إسرائيلي أن المرحلة الثانية من الاتفاق لن تبدأ قبل عودة رفات آخر رهينة. بينما شدد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، على استعداد الحركة لأي مقاربات تضمن وقفاً طويل المدى للتصعيد، مع رفض نزع السلاح باعتباره جزءاً من ثقافة المقاومة ووسيلة لحماية الشعب الفلسطيني.
مأساة إنسانية تتجلى في تفاصيل يومية
الأوضاع المأساوية تجلت في وفاة الرضيعة رهف أبو جزر، البالغة من العمر ثمانية أشهر، في مدينة خان يونس نتيجة البرد القارس، وهو ما يعكس خطورة الظروف على الأطفال والنازحين، كما أكد رئيس بلدية دير البلح أن الأمطار الغزيرة فاقمت مأساة النازحين، مشدداً على الحاجة الملحة لإدخال بيوت مؤقتة ومعدات إغاثية.
جهود مصرية وضغوط لفتح المعابر
ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن مصر تمارس ضغوطاً لفتح معبر رفح أمام حركة المسافرين والبضائع في كلا الاتجاهين، في إطار الجهود الإنسانية لتخفيف معاناة سكان القطاع.
وفي بيان صادر عن وكالة الأونروا جاء: "إن الأمطار والبرد القارس يضاعفان معاناة سكان غزة الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية، ويزيدان من مخاطر تفشي الأمراض. ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لتقديم الدعم اللازم وضمان حماية المدنيين"، مؤكدة أن الأزمة تتطلب استجابة عاجلة وشاملة.
وبهذا، يبقى المشهد في غزة معقداً بين هدنة هشة، انتهاكات متواصلة، وأزمة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم بفعل الطبيعة والواقع السياسي.
طالع أيضًا:
غزة تحت تهديد المنخفض الجوي ومناشدات عاجلة وأوضاع إنسانية تتدهور وضحايا جدد
