أُصيب شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، مساء اليوم السبت، بجراح وُصفت بالمتوسطة، إثر اصطدام سيارة كان يستقلها بعمود في مدينة الطيبة.
ووفق ما أفاد به المتحدث باسم نجمة داوود الحمراء، فقد ورد بلاغ إلى بدالة الطوارئ 101 في تمام الساعة 20:10 حول وقوع الحادث، حيث هرعت الطواقم الطبية إلى المكان وقدّمت الإسعافات الأولية للمصاب، قبل نقله إلى مستشفى مئير في كفار سابا، وهو يعاني من إصابة في الرأس وحالته مستقرة.
مصرع 436 شخص بحوادث طرق منذ بداية العام الجاري
ويأتي هذا الحادث ليضاف إلى سلسلة طويلة من حوادث الطرق التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام الجاري، إذ قُتل 436 شخصًا في حوادث مرورية منذ بداية 2025، مقارنة بـ439 قتيلًا خلال عام 2024، الذي وُصف بأنه الأصعب منذ عام 2007.
وتشير هذه الأرقام إلى أن العام الحالي مرشح لتجاوز هذا الرقم القاتم، في ظل استمرار الارتفاع المقلق في أعداد الضحايا.
خطة شاملة لكبح جماح النزيف المروري
وفي مواجهة هذا الواقع، أعلنت الشرطة بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأمان على الطرق عن إطلاق خطة شاملة تهدف إلى كبح جماح النزيف المروري، عبر تعزيز أدوات الإنفاذ والرقابة.
وتشمل الخطة نشر كاميرات سرعة جديدة ابتداءً من العام المقبل، إلى جانب تكثيف الدوريات الشرطية على الطرقات، مع تشديد العقوبات على سبع مخالفات خطرة تُعد من الأسباب الرئيسية للحوادث.
خفض عدد القتلى بنسبة 25 % خلال 5 سنوات
وتهدف الخطة إلى خفض عدد القتلى بنسبة 25% خلال خمس سنوات، وبنسبة 50% خلال عقد واحد، في محاولة لإحداث تحول جذري في ثقافة القيادة.
ولتنفيذ المرحلة الأولى، التي تتضمن إدخال كاميرات السرعة الجديدة ونشر الدوريات، جرى تخصيص ميزانية قدرها 50 مليون شيكل، على أن تبدأ التغييرات فعليًا العام المقبل.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
الحكومة توافق على تحويل 350 مليون شيكل لتنفيذ الخطة
كما وافقت الحكومة على تحويل 350 مليون شيكل لتنفيذ الخطة بالكامل بدءًا من الربع الثاني من العام القادم، إلا أن هذا التمويل يبقى مشروطًا بإقرار ميزانية الدولة في الكنيست، ما يثير مخاوف من عدم استمراريته.
ومنذ عام 2013، تعتمد السلطات على ما يُعرف بـ“الصناديق البرتقالية” (كاميرات A3)، التي ترصد السرعة الزائدة وتفرض غرامات ونقاطًا جزائية، غير أن فعاليتها تراجعت مع معرفة السائقين مواقعها، سواء عبر الخبرة أو تطبيقات الملاحة.
وتعوّل الشرطة على الجيل الجديد من الكاميرات، المقرر إدخاله منتصف عام 2026، والتي ستقيس متوسط السرعة بين نقطتين على امتداد مقاطع طويلة، ما يمنع التحايل ويجعل المخالفة أكثر صعوبة.
اختيار مواقع الكاميرات بعناية
ورغم التحديات المتوقعة، مثل الإبطاء المفاجئ أو محدودية الفاعلية داخل المدن، تؤكد الشرطة أن اختيار مواقع الكاميرات سيتم بعناية.
وقال مدير الهيئة الوطنية للأمان على الطرق، جلعاد كوهين، إن الخطة تستهدف تجهيز 250 مقطع طريق بـ500 كاميرا جديدة، على أن تدخل 120 كاميرا الخدمة في المرحلة الأولى.
وأضاف: “عالميًا، 80% من المخالفات تُسجل إلكترونيًا، بينما لا يزال الاعتماد في إسرائيل على المواجهة المباشرة مع الشرطي، وهذا ما نسعى لتغييره”.
وإلى جانب الإنفاذ الإلكتروني، ستُعزز الشرطة حضورها الميداني بإضافة 234 دورية مرور جديدة، بينها 99 دورية للطرق بين المدن.
حملات إنفاذ أسبوعية مركزة
كما ستُنظم حملات إنفاذ أسبوعية مركّزة، في حين أعلنت وزيرة المواصلات ميري ريغيف عن تشديد العقوبات، بما في ذلك رفع غرامة استخدام الهاتف أثناء القيادة إلى 10 آلاف شيكل، مع مصادرة المركبة عند التكرار.
وتشمل الخطة أيضًا برامج توعية وتعليم بميزانية 10 ملايين شيكل، تستهدف مختلف الفئات العمرية، بالتوازي مع مشروع “مدن آمنة” لخفض السرعة داخل المدن إلى 30 كم/س.
ورغم الطموحات الكبيرة، يبقى نجاح الخطة مرهونًا باستقرار التمويل وتنفيذ الوعود، في بلد شهد سابقًا مبادرات انتهت دون نتائج مستدامة، ما يجعل الأمل معقودًا على أن تكون هذه الخطة نقطة تحول حقيقية في معركة إنقاذ الأرواح على الطرق.
اقرأ أيضا