كشف زيدان إغبارية، والد الشاب محمود الذي تعرض لاعتداء عنيف في تل أبيب، تفاصيل ما وصفه بـ"الهجوم العنصري الوحشي" الذي استهدف ابنه أثناء توجهه إلى عمله، مؤكدا أن الاعتداء كاد ينتهي بمقتل نجله لولا تدخل أحد المارة.
وقال اغبارية إن محمود تلقى اتصالا من شخص عرض عليه عملا في تل أبيب، فتوجه برفقة شاب آخر إلى المكان المتفق عليه.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "الظهيرة" على إذاعة الشمس، أن الشابين انتظرا امام احدى العمارات، قبل أن يفاجئوا بعدة أشخاص اقتربوا منهم وتحدثوا معهم باللغة العربية، مدعين انهم من الشرطة، ثم باشروا بالاعتداء عليهم بشكل مفاجئ.
وأوضح أن المعتدين استخدموا أدوات حادة تشبه السكاكين، وانهالوا على محمود بالضرب، قائلا: "ضربوه على رأسه ووجهه وفكه بشكل همجي، وسقط أرضا وهو ينزف، واستمروا بالاعتداء عليه حتى ظنوا انه فارق الحياة".
وأشار اغبارية إلى أن ابنه لم يحاول المقاومة، مضيفا: "محمود لم يكن مسلحا ولم يشكل أي خطر، كان ضحية اعتداء غادر وعنصري". ولفت إلى أن الاعتداء وقع في منطقة مأهولة بالسكان، دون أن يتدخل أحد، إلى أن قامت امرأة بالتدخل وطلبت الشرطة، ما دفع المعتدين إلى الفرار.
انتحال صفة الشرطة
وبحسب اغبارية، تبين لاحقا أن المعتدين لم يكونوا من الشرطة، بل انتحلوا صفتها، مؤكدا أن ابنه نقل إلى المستشفى وهو يعاني من اصابات خطيرة في الرأس والعين والفك.
وأوضح: "حالته صعبة، خضع لعمليات جراحية، ومن المقرر أن يجري عملية اخرى، ونحن قلقون جدا على صحته".
وتابع أن الشرطة قامت باعتقال المعتدين وتم تمديد اعتقالهم، إلا أنه إعرب عن تخوفه من الإفراج عنهم لاحقا، قائلا: "نسمع وعودا بالمحاسبة، لكن التجارب السابقة لا تبعث على الطمأنينة".
وشدد إغبارية على أن ما حدث مع ابنه ليس حالة فردية، مضيفا: "هذا اعتداء عنصري، وكثير من العرب يتعرضون للعنف ويخافون من تقديم شكاوى".
وأكد أنه سيواصل متابعة القضية حتى النهاية، قائلا: "لن أسكت، ليس فقط من أجل ابني، بل من أجل كل أولادنا وبناتنا الذين يدرسون ويعملون ويواجهون هذا الخطر يوميا".