كشف محمد الفاتح أحمد، والد أحمد الأحمد، تفاصيل اللحظات الحرجة التي أصيب فيها نجله بطلق ناري خلال محاولته السيطرة على أحد منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في سيدني، وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا والجرحى.
وقال أحمد إن نجله يتلقى العلاج في المستشفى، وإن حالته الصحية مستقرة ولا تشكل خطرا على حياته، موضحا أن الطلقات استقرت في كتفه، ومن المقرر إخضاعه لعملية جراحية لإزالتها بعد استكمال الاستشارات الطبية اللازمة.
وأضاف أن أحمد كان قد خرج برفقة أحد أصدقائه إلى شاطئ البحر، قبل أن يفاجأ بإطلاق نار كثيف استمر لأكثر من نصف ساعة، ما دفع الموجودين في المكان إلى الاحتماء بين السيارات، في ظل حالة من الذعر والفوضى.
وأشار إلى أن نجله اندفع باتجاه أحد المهاجمين عندما أصبح على مسافة قريبة منه، وتمكن من الاشتباك معه ومحاولة نزع سلاحه، قبل أن يسقط أرضا مصابا بطلق ناري.
وأكد والد أحمد أن طبيعة الإصابة، وما إذا كانت ناتجة عن إطلاق نار من قبل الشرطة أو من منفذ العملية، لا تزال غير محسومة، بانتظار نتائج الفحوصات وتحديد نوع الطلقات.
وأشار محمد الفاتح أحمد إلى أن ما قام به نجله كان اندفاعا إنسانيا خالصا، وليس بدافع أي خلفية دينية أو سياسية، موضحا أن أحمد تصرف عندما شاهد المصابين والدماء في المكان، بينهم أطفال ونساء، فاختار التدخل رغم المخاطر الكبيرة.
ولفت إلى أن نجله يقيم في أستراليا منذ عام 2006، ويحمل الجنسية الأسترالية، وهو أب لطفلتين، ويعيش حياة مستقرة بعيدا عن أي نشاط سياسي أو أمني.
وأوضح أن السلطات الأسترالية تعاملت مع العائلة بإيجابية، وأن مسؤولين بارزين، بينهم رئيس الوزراء الأسترالي والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أشادوا بما وصفوه بالعمل البطولي الذي ساهم في إنقاذ أرواح ومنع سقوط المزيد من الضحايا.
وختم والد أحمد حديثه بالتأكيد على فخره بما قام به نجله، معتبرا أن ما جرى يعكس قيمة إنسانية خالصة، تتمثل في التضحية من أجل حماية الأبرياء، بغض النظر عن هويتهم أو انتمائهم، مؤكدا أن نجله لم يتردد في لحظة شعر فيها بأن حياة الآخرين كانت مهددة.