قال قدس الأب إبراهيم فلتس، من حراسة الأراضي المقدسة، إن إضاءة شجرة الميلاد أمس في حي النصارى بمدينة القدس القديمة قرب الباب الجديد حملت هذا العام رمزية خاصة، بعد عامين وصفهما بـ"الصعبين والمليئين بالألم والحزن والمعاناة".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الاحتفال جاء ليعيد الفرح إلى وجوه الأطفال، بعد أن غابت البسمة عنهم خلال الفترة الماضية.
وتابع: "الاحتفالات هذا العام كانت أوسع وأكثر حيوية من سنوات سابقة، وشارك فيها عدد كبير من العائلات والأطفال، مؤكدا أن التركيز كان على إدخال البهجة إلى قلوب الصغار الذين حرموا من أجواء الفرح في العامين الماضيين".
وأشار إلى أن عدة مدارس ومؤسسات، شاركت في إضاءة الشجرة وتنظيم فعاليات احتفالية في مناطق مختلفة من القدس.
مشاركة واسعة دون قيود
وأوضح قدس الأب فلتس أن إضاءة الشجرة في القدس جرت دون فرض قيود أو تحديد لأعداد المشاركين، مؤكدا أن كل من أراد الحضور استطاع الوصول والمشاركة دون عوائق.
وقال إن أعداد المشاركين كانت كبيرة بشكل لافت، مشيرا إلى أن أجواء الفرح كانت واضحة على وجوه الأطفال والعائلات.
وفي المقابل، لفت فلتس إلى أن عدد التصاريح الممنوحة للمسيحيين من الضفة الغربية، وتحديدا من بيت لحم، كان محدودا، إذ جرى منح نحو 12 ألف تصريح فقط من أصل ما يقارب 50 ألف مسيحي، ما أثر على قدرة العديد من العائلات على المشاركة الكاملة في الاحتفالات.
وأضاف أن القيود المفروضة على تصاريح العائلات، سواء للأب أو الأم أو الأطفال، تنغص فرحة العيد بطبيعة الحال.
غزة محرومة من الفرح
وتطرق فلتس إلى أوضاع المسيحيين في قطاع غزة، مؤكدا أن مشاركتهم في أعياد الميلاد هذا العام شبه مستحيلة، في ظل عدم قدرتهم على مغادرة الأديرة التي لجأوا إليها.
وأوضح أن الكنائس تحاول، من خلال لقاءات واتصالات مع جهات دولية، المطالبة بالسماح لهم بالخروج والوصول إلى القدس وبيت لحم، ولو لفترة قصيرة، للتخفيف من معاناتهم.
وختم قدس الأب إبراهيم فلتس بالقول إن عيد الميلاد هو عيد الفرح والأمل والسلام، مؤكدا أن جميع الصلوات هذا العام موجهة من أجل تحقيق السلام في الأرض المقدسة، التي وصفها بأنها "أرض السلام وأرض الأنبياء"، معربا عن أمله بأن يحمل المستقبل أياما أفضل للأطفال والعائلات بعد سنوات من المعاناة.