شهدت مدينة القدس، مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة الإسرائيلية وجمهور من اليهود المتدينين "الحريديم" في منطقة شارع "بار إيلان"، أسفرت عن إصابة عدد من رجال الشرطة بجروح طفيفة وإلحاق أضرار جسيمة بمركبات شرطية، وذلك عقب اعتقال شاب "حريدي" بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية.
خلفية الأحداث
بدأت المواجهات بعد أن أقدمت الشرطة على اعتقال شاب من الطائفة الحريدية، الأمر الذي أثار غضب المئات من المتدينين الذين تجمعوا في المكان للاحتجاج، ومع تصاعد التوتر، حصلت الشرطة على إذن باستخدام قنابل هلع لتفريق المشاركين في المواجهات، ما أدى إلى زيادة حدة الاشتباكات.
إصابات وأضرار مادية
أفادت مصادر إعلامية أن ثلاثة من أفراد الشرطة أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة رشق الحجارة والأجسام المختلفة عليهم، فيما تعرضت عدة مركبات شرطية لأضرار جسيمة.
وأكدت الشرطة أن مثيري الشغب قاموا بخرق النظام العام والاعتداء على عناصرها في شارع "حانا" بالقدس، ما استدعى استدعاء قوات إضافية إلى المكان.
إجراءات الشرطة
في بيان رسمي، أوضحت الشرطة أن وحداتها التابعة للبلدية كانت تنفذ إجراءات لتطبيق القانون وتحرير مخالفات، قبل أن تتعرض لهجمات من قبل المحتجين.
وأضاف البيان أن قوات الشرطة ورجال حرس الحدود يعملون في هذه الأثناء على إعادة النظام العام باستخدام الوسائل المتاحة لتفريق المتظاهرين.
أبعاد المواجهات
تأتي هذه الأحداث في سياق توتر متكرر بين الشرطة وأفراد من الطائفة الحريدية، الذين يرفض بعضهم أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، ما يؤدي إلى اندلاع احتجاجات ومواجهات في عدة مناطق من القدس، ويُنظر إلى هذه المواجهات باعتبارها جزءًا من أزمة أوسع تتعلق بعلاقة الدولة مع الطوائف الدينية المتشددة.
وتواصل الشرطة جهودها لإعادة الهدوء إلى شوارع القدس بعد ليلة من المواجهات العنيفة، فيما يبقى ملف الخدمة العسكرية لليهود المتدينين أحد أبرز القضايا الخلافية في المجتمع الإسرائيلي.
وفي بيان مقتضب، شددت الشرطة على أن: "أي اعتداء على عناصرها أو خرق للنظام العام سيُواجَه بحزم، وأنها ستواصل العمل على فرض القانون وضمان أمن المواطنين."
وبهذا، تظل المواجهات الأخيرة في القدس مؤشرًا على عمق التوتر القائم بين السلطات والطوائف الدينية المتشددة، وسط دعوات لاحتواء الأزمة وتفادي تكرار مثل هذه الأحداث.
طالع أيضًا: