قال محمود الدغامين، المتضرر من هجوم المستوطنين قرب بلدة السموع جنوب مدينة الخليل، إن الاعتداءات عليه وعلى ممتلكاته لم تكن حادثة واحدة، بل جاءت ضمن سلسلة متواصلة منذ السابع من أكتوبر، مؤكدا أنه تعرض لما بين ثلاثين وأربعين اعتداء خلال هذه الفترة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن المستوطنين بدأوا في البداية بمنعه من الوصول إلى أراض يملكها ويزرعها ويستخدمها لرعي أغنامه، رغم أن مسكنه يقع ضمن حدود بلدية السموع وهو مرخص ومقام على أرض يملك أوراقها الرسمية.
وأضاف أن التضييق تطور لاحقا إلى حصاره داخل منزله ومنعه من الحركة، قبل أن تتصاعد الاعتداءات لتشمل المنزل نفسه وأفراد عائلته.
وأشار إلى أن مجموعة من المستوطنين هاجمت منزله يوم أمس، حيث قاموا بكسر الأبواب والنوافذ، ورش غاز الفلفل داخل البيت، ما عرض الأطفال للخطر.
وأضاف أنهم اقتحموا حضيرة الأغنام وذبحوا ثلاثة رؤوس من الغنم، وأصابوا أربعة أخرى بجروح خطيرة تهدد حياتها، لافتا إلى أن اعتداءات سابقة قبل شهرين أسفرت عن ذبح عشر رؤوس من الأغنام.
وأكد الدغامين أن المستوطنين ألحقوا أضرارا واسعة بممتلكاته، بما في ذلك سحب عجول باستخدام سيارة، قائلا إنهم “لم يتركوا شيئا إلا وعبثوا به”.
وأوضح أن مبرر المستوطنين لهذه الاعتداءات هو كونه الوحيد الذي ما زال يقيم في المنطقة، وأنهم يطالبونه بالرحيل بشكل مباشر.
وكشف الدغامين أنه تلقى عروضا من مستوطنين لمغادرة المكان، شملت إغراءات مالية كبيرة و"شيك مفتوح"، إضافة إلى اقتراحات بمغادرة البلاد نهائيا، إلا أنه رفض جميع هذه العروض.
وأكد أن الهدف من الاعتداءات هو ترحيله قسرا من أرضه، لكون وجوده يشكل عائقا أمام سيطرة المستوطنين على مئات الدونمات المحيطة بالمنطقة.
وأوضح أن الاعتداءات طالت مصدر رزقه بشكل مباشر، لكنه شدد على تمسكه بالبقاء، قائلا إن الخسارة في المال والمواشي لا تعادل خسارة الأرض، مؤكدا أن لا مكان آخر له غير هذا المكان الذي يعيش فيه منذ نحو تسع سنوات.
وأشار الدغامين إلى أنه قدم عشرات الشكاوى للشرطة الإسرائيلية، مدعومة بإفادات وصور ومقاطع فيديو توثق الاعتداءات وتظهر المستوطنين أثناء تنفيذها، لكنه لم يلمس أي إجراءات رادعة حقيقية حتى الآن.
وأضاف أنه علم باعتقال خمسة مشتبهين بعد الاعتداء الأخير، معربا عن أمله في "أن تقوم الشرطة بواجبها بشكل صحيح".
وختم الدغامين بالتأكيد على أنه سيواصل الصمود في أرضه رغم كل الضغوط، قائلا إن قدرته على الاستمرار مرتبطة بما يمنحه الله من قوة، وإنه لن يرحل عن أرضه مهما تكررت الاعتداءات.
سامر مخامرة: الاعتداءات تتكرر يوميا وشكاوى المواطنين عالقة لدى الشرطة
من جانبه، قال سامر مخامرة، ناشط فلسطيني من منطقة مسافر يطا، إن المستوطنين اعتدوا على أفراد العائلة بالضرب، وقاموا بتكسير محتويات المسكن وإلحاق أضرار واسعة بالممتلكات، مشيرا إلى أن هناك "رضيع" نقل إلى المستشفى بعد رش غاز الفلفل في وجهه، ولا يزال يتلقى العلاج حتى اللحظة.
وأضاف أن الاعتداء لم يقتصر على المسكن، بل امتد إلى حظيرة الأغنام، معتبرا أن ما جرى يشكل محاولة مباشرة لضرب مصدر رزق العائلة وتهجير السكان من أراضيهم.
وأشار مخامرة إلى أن هذه الاعتداءات ليست حادثة معزولة، بل تتكرر بشكل شبه يومي في مسافر يطا ومناطق جنوب الخليل، لافتا إلى أن عائلة الدغمين تعرضت لاعتداء مشابه قبل نحو شهرين، شمل اقتحام المسكن والاعتداء على المواشي، دون أن تتم محاسبة أي من المعتدين.
وأكد أن مئات الشكاوى التي يتقدم بها المواطنون الفلسطينيون لا تزال عالقة لدى الشرطة.
وتابع: "الشرطة الإسرائيلية كثيرا ما تصل إلى مواقع الاعتداء وتقوم بالتحقيق مع الضحايا بدلا من المعتدين، بينما توفر الحماية للمستوطنين، وهذا النمط تكرر عشرات المرات في المنطقة".
وأكد مخامرة أن سكان مسافر يطا لا يملكون أي وسيلة فعلية للدفاع عن أنفسهم، في ظل كونهم مدنيين عزل في مواجهة مستوطنين مسلحين، مشيرا إلى أن الاعتداءات تهدف إلى خلق حالة دائمة من الخوف ودفع الأهالي إلى الرحيل القسري عن أراضيهم.