تسبب عرض فيلم "الست" عن حياة كوكب الشرق أم كلثوم، في إثارة حالة من الجدل الواسع بين النقاد والجمهور المصري، خاصة في ما يتعلق بتقديم شخصية الفنانة ومواقفها التاريخية والسياسية.
من جانبه، قال الصحفي والناقد معتز أحمد، إن أي عمل يقدم سيرة أم كلثوم لن يخلو من الانتقادات، موضحاً أن الشخصية ليست عادية، فقد ساهمت بشكل بارز في دعم الجهد الحربي للجيش المصري، ما يجعل من "الست" شخصية لها أبعاد سياسية.
وأضاف في مداخلة هاتفية، على إذاعة الشمس، أن الفيلم يعرض جوانب غير إيجابية من حياة أم كلثوم، مما أثار استياء البعض الذين اعتادوا على الصورة المثالية التي عُرضت في المسلسل التلفزيوني السابق.
وأضاف أن الفيلم لم يتطرق كثيراً إلى أحداث النكسة عام 1967، وركز على علاقاتها الشخصية والاجتماعية، ما شكل محوراً للنقاش بين الجمهور والنقاد.
وحول موقف الحكومة المصرية، قال أحمد إن الفيلم لم يواجه أي اعتراض رسمي، موضحاً أن المشاركين فيه، من ممثلين ومخرجين، ليسوا من المعارضين، وبالتالي لا توجد مشكلة رسمية، بينما يترك الجدل الفني والتاريخي حول الفيلم مساحة كبيرة للنقد.
المقارنة بين منى زكي وصابرين
كما أشار إلى مقارنة الأداء بين منى زكي التي قامت بدور أم كلثوم في الفيلم، وصابرين التي أدت الشخصية في مسلسل سابق، موضحاً أن هذا الاختلاف في الأداء والملامح أثار نقاشاً واسعاً بين النقاد والجمهور، خاصة فيما يتعلق بمدى اقتراب الملامح والتصرفات من الواقع التاريخي.
وعن الجدل الدولي، لفت أحمد إلى أن إنتاج الفيلم ضخم، وحقق نسب مشاهدة مرتفعة، ويأتي في إطار سياسة بعض الدول العربية في دعم الفن وربطه بالسياسة والثقافة العربية.
وأكد أحمد أن النقاش حول الفيلم طبيعي، ومثل أي عمل فني يقدم حياة شخصية ذات أبعاد سياسية واجتماعية معقدة، وأنه من المتوقع أن يستمر هذا الجدل بين النقاد والجمهور لفترة طويلة، كما حدث في أعمال فنية سابقة تناولت شخصيات بارزة في التاريخ العربي.