قال محمد ضراغمة، مدير مكتب قناة الشرق في رام الله، إن حركة حماس تعيش حالة من الترقب في ظل تعثر المفاوضات وعدم تحقيق أي تقدم سياسي.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الحركة تضع مسألة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة كأولوية قبل الدخول في أي نقاش يتعلق بسلاحها.
وتابع: "حماس تعتبر أن تجربة المرحلة السابقة أثبتت أن إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها، حيث الاغتيالات استمرت وأدت إلى مقتل أكثر من 415 شخصا في غزة، إضافة إلى اصابة الآلاف، كما لم يتم فتح معبر رفح، رغم التزام الحركة بما طُلب منها، بما في ذلك الإفراج عن جميع المحتجزين".
موقف حركة حماس
وأشار إلى أن موقف حماس يقوم على ثلاث ركائز أساسية، تتمثل في الانسحاب الإسرائيلي الكامل، ونشر قوات فصل دولية تضمن الاستقرار والأمان، ثم الانتقال لاحقا لمعالجة ملف السلاح.
ولفت إلى أن الحركة ترى سلاحها مسألة مبدئية واستراتيجية، ولا تقبل بنزعه، لكنها تبدي استعدادا مبدئيا لمناقشة فكرة إخفاء السلاح الثقيل بحيث لا يكون ظاهرا أو مهددا، دون القبول بمفهوم نزع السلاح بشكل كامل.
وأضاف "ضراغمة" أن الوسطاء، ومنهم مصر وقطر وتركيا، يحذرون من أن نزع سلاح حماس قد يؤدي إلى فوضى أمنية، ويتيح لإسرائيل العودة إلى سياسة الاغتيالات، مؤكدا أن هذا الواقع يضع الطرفين في دائرة مغلقة، حيث تطالب إسرائيل بنزع السلاح قبل الانسحاب، بينما تصر حماس على العكس.
أزمة قيادة داخل حماس
وفي السياق الداخلي، قال "ضراغمة" إن الحركة تواجه أزمة قيادة واضحة، في ظل غياب رئيس منتخب للمكتب السياسي، ووجود تعدد في مراكز القرار، مع مجلس قيادي يوصف بالضعيف.
وأوضح أن هذا الواقع دفع الحركة إلى التوجه نحو إجراء انتخابات داخلية لانتخاب رئيس جديد للمكتب السياسي، وفق القوانين التنظيمية المعتمدة.
وبيّن أن الانتخابات المتوقعة لن تكون شاملة بسبب الحرب، لكنها ستقتصر على اختيار رئيس المكتب السياسي، مرجحا أن تجرى خلال أسابيع قليلة، نظرا للتحديات الأمنية واللوجستية المرتبطة بجمع أصوات أعضاء مجلس الشورى الموزعين بين قطاع غزة والضفة الغربية.
وتطرق "ضراغمة" إلى وجود تباين سياسي داخل الحركة بين تيارات مختلفة، مشيرا إلى أن هذا التباين يعكس اختلافا في الرؤى تجاه العلاقة مع إيران، والانفتاح على الدول العربية، وطبيعة المرحلة المقبلة، في ظل مخاوف فلسطينية عامة من استمرار الوضع القائم وعدم حدوث انسحاب إسرائيلي في المدى القريب.