قال البروفيسور أيمن يوسف، المحاضر في العلاقات الدولية، إن إقليم أرض الصومال يشكل حالة سياسية وجيوسياسية خاصة في القرن الإفريقي، إذ يمتلك معظم مقومات الدولة منذ أكثر من ثلاثة عقود، رغم غياب الاعتراف الدولي به حتى الآن.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن أرض الصومال كانت جزءا من جمهورية الصومال حتى عام 1991، حين انهار نظام محمد سياد بري عقب نهاية الحرب الباردة، ما أدى إلى تفكك الدولة المركزية، وظهور الإقليم الذي كان خاضعا سابقا للاستعمار البريطاني، مقابل خضوع جنوب الصومال للاستعمار الإيطالي، وهو ما أوجد خلفية تاريخية مختلفة بين الطرفين.
وأشار إلى أن الإقليم يتمتع بمساحة تقارب 176 ألف كيلومتر مربع، ويضم نحو ستة ملايين نسمة، ويطل على سواحل طويلة وموقع بالغ الحساسية على خليج عدن وبالقرب من مضيق باب المندب، ما يمنحه أهمية استراتيجية كبيرة في الحسابات الإقليمية والدولية.
تعزيز نفوذ إسرائيل
ولفت يوسف إلى أن إسرائيل ترى في أرض الصومال موقعا مثاليا لتعزيز نفوذها في محيط خصومها، خاصة في ظل التصعيد المرتبط بالملف اليمني والحوثيين، معتبرا أن أي وجود عسكري أو أمني في هذه المنطقة يمنح تل أبيب قدرة أكبر على التأثير في مسارات الصراع الإقليمي.
وأضاف أن هذا التوجه الإسرائيلي ليس جديدا، بل يأتي ضمن استراتيجية سبق تطبيقها في جنوب السودان وإريتريا وبعض المناطق الكردية في شمال العراق، تقوم على بناء شراكات مع كيانات ناشئة أو غير معترف بها دوليا، بهدف تأمين موطئ قدم جيوسياسي دائم.
وأوضح يوسف أن إثيوبيا تمثل شريكا محوريا في هذا السياق، خاصة بعد حصولها على منفذ في ميناء بربرة، في ظل كونها دولة حبيسة منذ انفصال إريتريا، مشيرا إلى أن الإمارات لعبت دورا استثماريا بارزا في تطوير الميناء، ضمن شبكة تحالفات إقليمية متشابكة.
وأكد أن أرض الصومال تعتمد اقتصاديا بشكل كبير على عوائد القواعد العسكرية الأجنبية، كما هو الحال في دول القرن الإفريقي، معتبرا أن احتمالية استضافة قواعد أميركية أو إسرائيلية تبقى قائمة، في ظل حاجة الإقليم للعملة الصعبة والدعم الدولي.
وختم يوسف بالقول إن المشهد في القرن الإفريقي يتجه نحو صراع نفوذ مفتوح بين قوى دولية وإقليمية، محذرا من أن غياب تحالف عربي فاعل تقوده مصر والسعودية، وبدعم تركي، قد يفتح المجال أمام تمدد إسرائيلي أوسع في جنوب البحر الأحمر وبوابات باب المندب.