عبرت الولايات المتحدة، مساء الإثنين، عن "قلقها البالغ" إزاء خطاب قيادة الجيش السوداني الذي دعا إلى حلول عسكرية للأزمة الراهنة، ووضع شروط مسبقة لأي هدنة محتملة، وهذا الموقف الأميركي يأتي في وقت يواجه فيه السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 11 مليون نازح، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
تصريحات الخارجية الأميركية
قال تومي بيغوت، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، عبر منصة "إكس"، إن "بينما يعاني عشرات الملايين من السودانيين، على قادة الجيش السوداني اتباع مسار نحو السلام، لا الاستمرار في النزاع".
وأضاف أن تحقيق سلام دائم ومستقر يتطلب ترتيبات متفاوض عليها، تجلب نهاية فورية للعنف، وتسهّل الوصول الإنساني المستدام، وتحدد مسارًا نحو وقف إطلاق نار دائم وحوار مدني شامل.
خلفية الأزمة السودانية
ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان حربًا داخلية أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وأدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون مواطن، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وهذه الحرب تسببت في انهيار الخدمات الأساسية، وتفاقم أزمة الغذاء والدواء، إضافة إلى تعطيل مسارات التعليم والعمل في مختلف أنحاء البلاد.
الموقف الأميركي ورسائله
الموقف الأميركي يعكس رغبة واشنطن في الضغط على الأطراف السودانية للابتعاد عن الحلول العسكرية، والبحث عن تسوية سياسية تضمن إنهاء النزاع، كما يشير إلى أن أي هدنة مشروطة أو غير شاملة لن تكون كافية لمعالجة الأزمة، بل يجب أن تترافق مع ترتيبات واضحة تفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وتؤسس لحوار مدني واسع.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تداعيات إنسانية وسياسية
ويرى مراقبون أن استمرار الخطاب العسكري من جانب قيادة الجيش السوداني يعمّق الأزمة ويعقّد فرص التوصل إلى حل سياسي، وفي المقابل، فإن الموقف الأميركي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية مضاعفة لدعم جهود الوساطة، وتقديم حلول عملية توقف نزيف الدم وتخفف من معاناة المدنيين.
ويبقى السودان أمام مفترق طرق، بين استمرار النزاع العسكري أو الانخراط في مسار تفاوضي يفتح الباب أمام السلام والاستقرار، وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، جاء: "إن تحقيق سلام دائم في السودان يتطلب ترتيبات متفاوض عليها، توقف العنف فورًا، وتضمن وصولًا إنسانيًا مستدامًا، وتحدد مسارًا نحو وقف إطلاق نار دائم وحوار مدني شامل."
وبهذا، يتضح أن واشنطن تسعى إلى دفع الأطراف السودانية نحو حلول سياسية عاجلة، فيما يظل الشعب السوداني هو الأكثر تضررًا من استمرار الأزمة.
طالع أيضًا:
الجيش السوداني يعلن مقتل عشرات من قوات الدعم السريع في دارفور