قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي عُقد عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مار الاجو بولاية فلوريدا، إنهما لا يتفقان تماماً بشأن الضفة الغربية.
وأوضح ترامب: "أجرينا نقاشاً مطولاً ومكثفاً بخصوص الضفة الغربية. ولا أستطيع القول إننا نتفق 100 بالمئة بشأنها، لكننا سنتوصل إلى اتفاق بهذا الصدد"، مشيراً إلى أن الإعلان عن تفاصيل الخلاف سيتم في الوقت المناسب، وأضاف أن نتنياهو "سيفعل الشيء الصحيح".
الضغوط الدولية المتزايدة
تشهد الضفة الغربية، التي يقطنها نحو 2.7 مليون فلسطيني، تصاعداً في أعمال العنف بين المستوطنين والفلسطينيين، ما دفع المجتمع الدولي إلى تكثيف ضغوطه على إسرائيل لوقف هذه الهجمات.
وتعتبر الأمم المتحدة ومعظم الدول أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، بينما ترفض إسرائيل ذلك وتستند إلى مبررات دينية وأمنية. ويعيش في الضفة الغربية نحو نصف مليون مستوطن، وهو ما يجعلها محوراً أساسياً في أي نقاش حول مستقبل المنطقة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
قرارات قضائية دولية
في العام الماضي، قضت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة بعدم قانونية المستوطنات في الضفة الغربية، مؤكدة ضرورة إنهاء هذا الوضع في أقرب وقت ممكن، كما أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من ألف فلسطيني فقدوا حياتهم بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2025، معظمهم خلال عمليات نفذتها قوات الأمن وبعضهم نتيجة هجمات المستوطنين، فيما قُتل 57 إسرائيلياً في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها.
مطالب أمريكية بتغيير السياسات
موقع "أكسيوس" الأمريكي كشف أن ترامب وكبار مستشاريه طالبوا نتنياهو خلال الاجتماع الأخير بتغيير سياسات إسرائيل في الضفة الغربية، في خطوة تعكس قلق الإدارة الأمريكية من أن استمرار العنف قد يقوض فرص السلام.
ورغم أن ترامب رفض الإفصاح عن طبيعة الخلاف بشكل علني، إلا أن تصريحاته تشير إلى وجود تباين في الرؤى بين واشنطن وتل أبيب حول كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني.
ويبقى مستقبل الضفة الغربية رهناً بالتجاذبات السياسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وسط دعوات دولية متزايدة لإنهاء التوتر وفتح الطريق أمام حل الدولتين.
وفي بيان صادر عن الأمم المتحدة، جاء: "إن استمرار الأنشطة الاستيطانية يقوض فرص السلام ويهدد الاستقرار الإقليمي، وعلى جميع الأطراف العمل من أجل تسوية عادلة ودائمة"، وهو ما يعكس حجم التحديات أمام أي اتفاق محتمل بين ترامب ونتنياهو.
طالع أيضًا:
